أعلن باحثون في جامعة ماساتشوستس أمهرست عن لقاح تجريبي يهدف إلى منع تكون الأورام عند فئران التجارب بشكل كامل. وقالوا إن اللقاح يعتمد على تركيبة تعزز المناعة وتساعد الجهاز المناعي على تمييز الخلايا السرطانية وتدميرها قبل أن تتطور إلى أورام. وتشير التجارب إلى حماية واسعة ضد عدة أنواع عدوانية من السرطان بما فيها الورم الميلانيني وسرطان البنكرياس وسرطان الثدي. ولا تزال الأبحاث في مراحل مبكرة، ولم تُجرَ اختبارات على البشر حتى الآن، وقد يستغرق الأمر عقوداً قبل الاستخدام الآمن.
آلية عمل اللقاح
يشرح العلماء أن اللقاح يعمل على تدريب الدفاعات الطبيعية للجسم لرصد الخلايا غير الطبيعية التي قد تتحول إلى سرطان. ويعتمد في تركيبه على خلايا الجسم نفسه إلى جانب مكوِّن مضاف يعرف باسم المادة المساعِدة الفائقة، وهو ما يعزز الاستجابة المناعية بشكل أقوى من اللقاحات التقليدية. وهذا يعين الخلايا المناعية على اكتشاف الخلايا السرطانية بسرعة ومهاجمته بشكل أكثر فعالية. في اختبارات مبكرة على الحيوانات، وفر اللقاح حماية كبيرة إذ لم يظهر كثير من الفئران المطعمة علامات ورم مقارنة بغير المطعمة.
نتائج الاختبارات وتحدياتها
ولا يقتصر أثر اللقاح على منع تكون ورم واحد فحسب، بل يبدو أنه يوفر حماية ضد أنواع سرطان متعددة. وتشير النتائج إلى قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان قبل أن يستقر أو ينتشر، كما يقلل من احتمال انتشار المرض إلى أعضاء بعيدة. مع ذلك، يحذر العلماء من أن النتائج حتى الآن محصورة بالحيوانات وأن التجارب البشرية لم تبدأ بعد، ما يعني أن الانتقال إلى الاستخدام البشري يتطلب اختبارات طويلة وآمنة. كما أن نوع اللقاح والجرعة وآثار جانبيه ما زالت غير معروفة حتى الآن.
المستقبل والآفاق
يؤكد الباحثون أن النتائج تؤشر إلى إمكان فتح باب نحو علاج وقائي للسرطان إذا نجحت خطوات التوسع البشري لاحقاً. ولكنهم يُشيرون إلى أن الأمر قد يستغرق عقوداً من الدراسات قبل أن يصبح آمنًا وفعّالاً عند البشر. يظل الهدف الأساسي هو تقليل الوفيات الناتجة عن الانتقالات والانتشار إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين والدماغ والكبد. في حال تحقق ذلك لاحقاً، قد يمثل اللقاح نقلة نوعية في الوقاية من السرطان.