يفسّر علماء تفسير الأحلام رؤية النهار مظلمًا بأنها علامة على الهمّ أو الحزن أو مكروه مؤقت يطرأ على حياة الرائي، خصوصًا إذا صاحب الرؤية شعور بالخوف أو الضياع. وإذا كان الرائي يشغل مركزًا قياديًا في محيطه، فقد يشير الظلام في النهار إلى انحراف في الحقّ أو فتنة تحيط به وتنتشر حوله. أما إذا انقشع الظلام وظهر النور من جديد واستقر النهار مضيئًا، فهذه رؤية غالبًا ما تكون بشارة بانفراج الهم وزوال الكرب وبداية تحسن في الظروف.
يستند ابن سيرين في تفسيره إلى ربط الرموز بحالة الرائي وظروفه، فبرؤية الظلام في النهار يرى أن الهمّ أو الحزن أو المكروه المؤقت قد يظهر خاصةً إذا صاحبه خوف أو اضطراب. وينبّه إلى أن الظلام في النهار لمن كان في مركز قيادي قد يدل على انحراف في الحقّ أو فتنة تنتشر حوله. وعندما ينقشع الظلام ويظهر نور النهار من جديد ويبقى النهار مضيئًا فذلك غالبًا علامة انفراج الهم وتبدّل الحال نحو الاستقرار. ويربط أيضًا ظلمة النهار في بعض الحالات بضعف البصيرة والانقياد وراء مظاهر تخفي الحقيقة، وهو ما يدعو الحالم إلى التأمل وتصويب المسار.
تفسير النابلسي وابن شاهين
يؤكد النابلسي أن الظلام في النهار مؤشر على تغير الأحوال، فقد يواجه الرائي ابتلاءً يقابله رزق أو إصلاح إذا بادر بالتوبة والعمل الصالح. أما ابن شاهين فيربط الظلام في النهار بتكبد خسارة أو فشل مؤقت في أمر مادي أو معنوي، ولكنه يشير إلى أن ظهور النور بعده يعيد الحقوق أو يعوّض الرائي. وتتأثر دلالته بتفاصيل الحلم، فشعور الرائي بالخوف يقربه من معنى الهم، بينما السكينة قد تخفف التفسير.
تأثير التفاصيل في المعنى
تؤثر عوامل بسيطة في تغيير معنى الرؤيا بشكل جذري، فشعور الرائي بالخوف أو الاضطراب يقرّبها إلى الهمّ، في حين أن السكينة أو عدم الاهتمام قد يخففان من شدته. هل كان الظلام عامًا أم جزئيًا؟ الظلام الجزئي مثل الغبار أو الضباب قد يعبر عن عوائق عابرة، بينما الظلام التام قد يدل على محنة أشد. نجاة الرائي من الظلام أو وجود نور يدل على النجاة والفرج، وتختلف دلالته باختلاف العمر والجنس والمكانة الاجتماعية.