أعلن باحثون في معهد جوردون بجامعة كامبريدج عن ابتكار جديد في مجال الطب التجديدي يعتمد على إنماء هياكر شبيهة بالأجنة في المختبر باستخدام خلايا دم بشرية. يهدف هذا الابتكار إلى تمكين فهم أعمق لكيفية تشكل خلايا الدم خلال المراحل المبكرة من التخلق الجنيني وتوفير نموذج يسمح بدراسة التطور المبكر للدم والمناعة. كما يتيح للفريق توليد هياكل ذات تنظيم ذاتي تشبه مراحل التطور الأولى دون الحاجة إلى بويضات أو حيوانات منوية. يتوقع الباحثون أن يسهم هذا التقدم في تسريع أبحاث فحص الأدوية وفهم أمراض الدم، وربما تمهيد الطريق لإنتاج دم متوافق مع جسم المريض في المستقبل.

تشكل الهياكل ومرحلة التطور

في الدراسة الأخيرة، استخدم العلماء خلايا جذعية بشرية لمحاكاة خلايا وهياكل تظهر عادة في الأسبوعين الثالث والرابع من الحمل. صُمِّم النموذج ليفتقر إلى الأنسجة المشيمية والكيس الملحي ليحاكي مرحلة مبكرة من التطور دون احتمال التحول إلى جنين. بحلول اليوم الثاني نظمت الهياكل نفسها في ثلاث طبقات جرثومية أساسية، وبحلول اليوم الثامن تكونت خلايا قلب نابضة. وبحلول اليوم الثالث عشر ظهرت بقع دم، وأظهرت الخلايا المأخوذة من النموذج قدرتها على التمايز إلى أنواع الدم بما فيها خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء.

آفاق التطبيق والقيود

نظرًا لإمكان اشتقاق الخلايا الجذعية البشرية من أي خلية في الجسم، يمكن أن يوفر هذا النهج دمًا متوافقًا مع جسم المريض في المستقبل. إضافة إلى ذلك، تبرز مزايا الطريقة في أنها لا تعتمد على مزيج من البروتينات الإضافية كما في تقنيات توليد الخلايا الجذعية التقليدية، بل تحاكي التطور الطبيعي وتدع الهياكل ذاتية التنظيم تشكل أنواع الخلايا. وعلى الرغم من أنها في مراحلها الأولى، تعتبر خطوة مهمة نحو العلاجات التجديدية المحتملة التي تستخدم خلايا المريض لإصلاح أنسجته وتخفيف الحاجة إلى مصادر خارجية للدم.

شاركها.
اترك تعليقاً