تعلن الوزارة أن موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «بالتي هي أحسن» يركز على أخلاق وآداب الاتفاق والاختلاف، وضرورة استيعاب الآخر. وتؤكد أن الهدف الأساسي هو توعية المسلمين بسلوك الحوار واحترام الآخرين حين يختلفون معهم. كما تبرز أهمية التعايش السلمي والمسؤولية الفردية في تحقيق الوحدة الاجتماعية والطمأنينة بين الناس.
ذمّ الطلاق وسبل الإصلاح
تشير الفقرات إلى أن الإسلام يذم الطلاق كخيار وحيد حين تكون الحياة الأسرية قابلة للبرء وتستطيع الأسرة الاستمرار. يذكر النص أن من أعظم ما يحبه الله هو الإصلاح وليس الفرقة، وأن التفريق يترتب عليه خراب البيوت وتشتت الأطفال، مما يجعل السعي للحلول التوافقية أولى من الانفصال. كما يبيّن أن القرآن والسنة يحثان على حفظ العشرة والرحمة وتفضيل الإصلاح قبل الإقدام على الانفصال.
أثر الخلافات الأسرية
يتناول النص أن الخلافات الأسرية قد تكون أحد أهم أسباب الفراق، فبين الأزواج يكثر التنازع وعدم الغفران وغياب التنازل. ويؤكد أن العاطفة والعقل في إدارة الحياة الزوجية يجب أن يتقدما على الهوى، وأن التماس العذر والمحاولة المستمرة للصلح يحققان الاستقرار. كما يحذر من تدخل الأقارب ونشر أسرار البيوت، فذلك يضاعف الخلاف ويفسد الأسرة ويؤثر في الأطفال.
آليات الإصلاح في الإسلام
يبيّن الإسلام أن المصارحة والمكاشفة والتهيئة قبل الزواج من أهم وسائل الإصلاح، ليعرف الطرفان ما عند كل واحد منهما من عيوب وآفاق، ليقررا هل يمكن العيش معًا أم لا. كما يؤكد النص أن الغش والخداع محرم، وأن على الأزواج السعي لإصلاح ما أمكن قبل التفكير في الانفصال. ويُبرز أن الله إذا أراد الإصلاح بينهما فأرادا ذلك فسيُوفِّقُ بينهما، بعد محاولات متكررة للوِفاق والحِلْم.
السلوك القويم في المعاشرة
يؤكد النص أن حسن الخلق وتحمل الأذى من أبرز مقومات الحياة الزوجية الناجحة، وأن العاقل من يرى الخير المشترك بعيدًا عن الهوى. ويشير إلى أن الحكم على النفس يجب أن يكون قبل الحكم على الطرف الآخر، فربما يكره الإنسان شيئًا وهو خير له، والعكس صحيح. كما يذكر أن استمرار المعاشرة بالحسنى يحفظ ودّ الزوجين ويمدّ أواصر المحبة بينهما.
الحوار الهادئ وتفادي العصبية
يدعو النص إلى حوار راقٍ ومناقشة بنّاءة مع الالتزام بأدب الحديث وخفض الصوت والاستماع إلى الآخر، لأن التعالي والصخب قد يؤديان إلى العنف والاقتتال. ويؤكد أن هذه الخصال تفضي إلى حلول توافقية تحفظ الكرامة وتوازن الحقوق بين الطرفين. كما يبرز أن التخطيط للصبر والتروي وتفادي الغضب من أهم وسائل الإصلاح والوقاية من الخلاف المستمر.
الأمانة وعدم الإفساد والممتلكات العامة
ينبه النص إلى أن الغش في الامتحانات أو إتلاف الممتلكات العامة من الأعمال التي تفسد المجتمع وتؤذي المرافق العامة، محذرًا من أن من يساعد على الغش أو يسهّله شريك في الإثم. ويؤكد أن الحفاظ على الأمانة في التصرف مع المال العام والخصوصيات مسألة جماعية ومسؤولية الدولة والمجتمع، وأن الإسلام يأمر بالحفظ والصيانة وعدم الإفساد. ويختم بأن التعاون على البر والتقوى هو الهدف، مع رفض الإفساد والعدوان في جميع أشكاله.
خاتمة ودعاء بنّاء
تختتم الخطبة بالدعاء إلى التوفيق من الله للعمل الصالح والقبول، وأن يرزق الوطن الأمن والاستقرار والسلام، وأن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح البلاد والعباد. كما تؤكد على تعزيز قيم الولاء للوطن ونشر ثقافة النزاهة والشفافية وتكاتف المجتمع في حماية مقدراته. وتؤكد أن الهدف الأسمى هو بناء مجتمع يسوده العدل والرحمة ويعزز الوحدة والتعاون بين جميع فئاته.