تعريف الانسحاب العاطفي

يشرح خبير العلاقات الإنسانية أن الانسحاب العاطفي ليس نهاية مفاجئة للحب، بل انطفاء بطيء للمشاعر يحدث تدريجيًا عندما تتآكل العلاقة دون إدراك الطرفين. يوضح أن الأزواج قد يعيشون معًا جسديًا بينما يكونون غائبين نفسيًا وعاطفيًا. يعرف الانسحاب العاطفي بأنه انفصال داخلي يفقد فيه الشخص الرغبة في التواصل أو المشاركة أو التعبير، فَيظهر عليه الهدوء من الخارج وهو في صراع داخلي بين البرود والخوف من المواجهة. ويؤكد أن هذه الحالة قد تبقى غير ملحوظة حتى تتفاقم المحاولات وتفشل، مما يجعل الطرفين يسعيان إلى الانسحاب كآلية دفاع.

أسباب الانسحاب العاطفي

أوضح الخبير أن أبرز الأسباب تشمل التكرار دون حلول حقيقية للخلافات، والإهمال العاطفي الذي يحول الحب إلى عادة بلا دفء. وكذلك الخوف من الرفض أو الصدام الذي يجعل بعض الأزواج يفضلون الانسحاب بصمت. وأشار إلى أن الضغوط النفسية أو العاطفية التي تفوق قدرة الشريك على العطاء تساهم في الانسحاب التدريجي.

علامات الانسحاب

أشار إلى وجود علامات واضحة تدل على الانسحاب العاطفي، من أبرزها قلة الحديث والمشاركة بين الطرفين وتراجع الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة. كما يظهر البرود العاطفي حتى في المواقف المؤثرة، ويظهر الصمت أثناء الخلاف بدلًا من الحوار. ويتفاقم الشعور بأن العلاقة أصبحت باردة أو ميتة لدى أحد الطرفين.

طرق التعامل والتعافي

ينصح بفتح مساحة آمنة للحوار بين الشريكين دون اتهام، فالحوار هو المفتاح للوصول إلى فهم ما وراء الصمت. كما ينصح بأن يتحمل كل طرف مسؤوليته عن تدهور العلاقة، فالإصلاح يبدأ من الوعي وليس من الاتهام. ويمكن اللجوء إلى جلسات العلاج النفسي أو الإرشاد الزوجي لإعادة التواصل قبل أن تصل العلاقة إلى الانكسار. وتختتم الفقرة بالتأكيد على أن الانسحاب العاطفي ليس قراراً واعياً دائمًا، بل صرخة صامتة تعبّر عن التعب، ويكون الإصلاح ممكنًا حين نستمع إليها ونبني بيئة حوار آمنة.

شاركها.
اترك تعليقاً