تعلن الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي أنها تلقت تقريراً من الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة حول الجهود المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يصادف الخامس عشر من أكتوبر من كل عام. توضح الوزارة أن هذا اليوم يمثل فرصة مهمة للتوعية بحقوق المكفوفين وأهمية العصا البيضاء كوسيلة تمكينهم من الاعتماد على الذات والتنقل الآمن بحرية. تؤكد الوزارة أن العصا البيضاء ليست أداة فحسب بل رمز للاستقلال والكرامة، وتبرز مسؤولية المجتمع في احترام استخدامها وتسهيل حركة المكفوفين في الشوارع والأماكن العامة. تعكس هذه الجهود قيم الاحترام والمساواة التي تؤكدها الدولة المصرية.
الإطار الحقوقي
تؤكد مصر التزاماتها القانونية ضمن المواثيق الدولية المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي مقدمتها الاتفاقية الدولية التي تشدد في موادها على إمكانية الوصول وحرية التنقل وحقوق التعليم والعمل. توضح المادة 9 من الاتفاقية ضمان الوصول الشامل، بينما تؤكد المادة 20 على حرية التنقل الشخصي، وتؤكد المادتان 24 و27 حق التعليم والعمل للمكفوفين. كما يربط الدستور المصري هذه الحقوق بقياس الدولة عبر المادة 81 التي تحث على حماية وتوفير حقوق متنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة. وتؤكد هذه الأطر أن توفير المرافق والخدمات يقتضي تهيئة البيئات المكانية والمعلوماتية ووسائل النقل بما يتيح الدمج الفعّال.
الإطار القانوني والتنفيذي
ويرسخ قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الوزراء رقم 2733 لسنة 2018 التزام الدولة بضمان الحقوق وحمايتها من جميع أشكال التمييز. تنص المادة 4 على تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بجميع الحقوق والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الآخرين، بما في ذلك تهيئة البيئة المكانية والمعلوماتية ووسائل النقل. وتحدد المادة 5 إصدار بطاقة إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة لضمان حصولهم على الخدمات والمزايا المقررة قانوناً. وتؤكد هذه الأحكام وجود آليات لتسهيل الوصول والتكيف في المرافق العامة وتوفير الخدمات الأساسية.
جهود الدمج والتمكين
تواصل وزارة التضامن الاجتماعي دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، مع تعزيز وعي المجتمع بحقهم في المشاركة الكاملة والمستقلة في الحياة العامة. وتبرز الجهود التي تتخذها الوزارة في تعزيز الحركة الآمنة للمكفوفين عبر حزمة من البرامج والأنشطة. وفي إطار هذه الجهود تمت عملية توزيع 2000 جهاز لاب توب ناطق مجهز لطلاب مكفوفين في التعليم الجامعي لتسهيل استكمال دراستهم بطرق أكثر سهولة واستقلالية. كما جرى صرف منح دراسية شهرية للطلاب من ذوي الإعاقة البصرية الملتحقين بالجامعات الحكومية لتعزيز تكافؤ فرص التعليم العالي.
كما نظمت وزارة التضامن الاجتماعي حملات توعية داخل الجامعات الحكومية عبر وحدات التضامن الاجتماعي في الحرم الجامعي لتبني ثقافة الدمج واحترام استخدام العصا البيضاء، وتوزعت 1000 عصا بيضاء جديدة على هامش الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء في جامعات مختلفة. وفي إطار تعزيز الإتاحة، تم تجهيز 35 محطة مترو و15 محطة سكة حديد بمسارات إرشادية تسهل الحركة الآمنة والمستقلة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. وتولي الوزارة دعم المؤسسات المتخصصة في رعاية المكفوفين، ومن أبرزها مؤسسة النور والأمل لرعاية الكفيفات التي تعتبر من أقدم المؤسسات في المجال. ويضم الفريق الموسيقي والفني التابع للمؤسسة نماذج للإبداع والدمج يعكسون طاقات فنية وإنسانية مميزة.
رؤية وتنفيذ مستدام
تؤكد الوزارة أن هذه الجهود تتسق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي تضع تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أولويات العدالة الاجتماعية وتضمن الدمج الكامل في التعليم والعمل والمجتمع. وتؤكد أن احترام العصا البيضاء واجب إنساني ومجتمعي، وأنها ليست مجرد أداة بل رمز للاستقلال والكرامة والحق في الحياة الكريمة. وتؤكد أيضاً أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات يعد التزاماً وطنياً وإنسانياً راسخاً في ضوء الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية. وتدعو الوزارة جميع المواطنين إلى سلوك واع ومسؤول مع مستخدمي العصا البيضاء بإتاحة الطريق وعدم إعاقة حركتهم أو لمس العصا بدون إذن وتقديم المساعدة بلطف وبصوت واضح عند الحاجة، ومنحهم الأولوية في المرور.