أثار مقطع الفيديو المتداول جدلاً واسعًا عندما ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يخاطب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على هامش قمة شرم الشيخ الدولية للسلام بشأن غزة. وتضمن المقطع ملاحظة من أردوغان بشأن التدخين قال فيها: “رأيتك تنزلين من الطائرة، كنتِ تبدين رائعة، لكن علي أن أجعلك تتوقفين عن التدخين”. وردت ميلوني بابتسامة خفيفة وكلمات مقتضبة: “أعلم، أعلم، لا أريد قتل أحد”، في موقف يعكس اللباقة ضمن سياق رسمي. وتباينت تفسيرات اللقطة بين من رأى فيها نزاهة ودودة ومهنية، ومن رأى أنها تدخل في الخصوصيات أمام الكاميرات. وسلطت القصة الضوء على حدود المجاملة في المحافل الدولية عندما تكون المرأة الوحيدة بين كبار القادة.
وفي سياق القمة نفسه، تداول مستخدمون مقطعًا آخر يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يمدح جمال ميلوني أمام الحضور قائلاً: “ليس من حقي قول ذلك، لأنه عادة ما تنتهى حياتك المهنية إذا قلت ذلك، لكنها امرأة جميلة”، ثم أضاف وهو يبتسم: “هل يزعجك إن قلت إنك جميلة؟ لأن ذلك صحيح”. ردت ميلوني بابتسامة بسيطة وتجنبًا لدخول تفاصيل شخصية، وهو أسلوب يعكس التزامها بالبروتوكول والحدود. أشار متابعون وخبراء إلى أن هذه اللقطات تبرز فروق أساليب التعامل مع السيدات في المناسبات الرسمية: الإطراء المباشر قد يُفهم بطرق مختلفة، في حين أن التحفظ يُظهر ضبط النفس. ويرى خبراء السلوك أن الإطراء ينبغي أن يركّز على الأداء أو الصفات المهنية بدلاً من المظهر، وأنه من الأفضل احترام الحدود والتوقيت.
قواعد التفاعل المحترم
أوصى خبراء السلوك بخمس قواعد أساسية لتفادي الإحراج عند الحديث مع امرأة في مناسبة رسمية. القاعدة الأولى تقول: احترم الحدود الشخصية فلا تعلق على العادات أو المظهر إلا إذا استدعت المناسبة وبطريقة مهذبة، والقاعدة الثانية تقول: اجعل المديح موضوعيًا وركّز على الجهد أو الأسلوب أو الفكرة بدل الشكل الخارجي، والقاعدة الثالثة تقول: اختر الوقت والمكان المناسبين وتجنب الإطراء الشخصي أمام الجمهور أو الكاميرات. أما القواعد الرابعة والخامسة فتنصان على: استخدم لغة متوازنة وتجنب الأوامر القاطعة أو المبالغات العاطفية، واجعل هدفك بناء ثقة تدوم وتترك انطباعًا محترمًا.