أوضح العلماء في فرضيتهم الجديدة التي أسموها “العقل بعد منتصف الليل” أن الإنسان مهيأ بيولوجيًا للنوم ليلًا والاستيقاظ نهارًا، وأن تجاوز هذا الإيقاع الطبيعي يؤدي إلى خلل في النشاط العصبي والمزاج. وتبين أن الدماغ يعمل بشكل مختلف خلال النهار عن الليل، حيث يكون أكثر تركيزًا وتفاؤلًا. وفي الليل تضعف قدرته على ضبط الانفعالات ويصبح أكثر استجابة للمؤثرات السلبية.
وتوضح الدراسة أن هذه الاختلالات تفسر زيادة السلوكيات الخطرة كالإفراط في تناول الكحول أو التفكير الانتحاري، والتي تبلغ ذروتها بين منتصف الليل والسادسة صباحًا. وقالت الباحثة إليزابيث كليرمان إن أدمغة الملايين ممن يسهرون ليلًا لا تعمل بالكفاءة نفسها كما في النهار، ما قد يعرض صحتهم وسلامتهم للخطر. ويرى الخبراء أن هذه السلوكيات قد تكون انعكاسًا لآلية تطورية قديمة كانت تحمي الإنسان في العصور الأولى من مخاطر الليل، لكنها اليوم تشكل عبئًا نفسيًا وسلوكيًا في ظل غياب التهديدات الحقيقية. ويؤكد الباحثون أن فهم كيفية عمل الدماغ خلال ساعات الليل المتأخرة بات ضرورة علمية، خاصة للعاملين في نوبات ليلية أو من يعانون اضطرابات النوم.