يؤكد الباحثون أن الثقة حجر الأساس في بناء شخصية الإنسان، فهي أعظم هبة يمكن أن يكتسبها الطفل وتؤثر في طريقة تفكيره وسلوكه وتفاعله مع مشكلات الحياة. يتحوّل الطفل الواثق عندما يكتسب هذه القوة داخلياً، فيثق بإمكاناته ويتخذ خيارات ذكية ولا يتردد في مواجهة الاحتمالات الجديدة. يلعب الوالدان دوراً حاسماً في تنمية هذه الثقة منذ الطفولة من خلال التشجيع والدعم والقدوة الإيجابية. عبر دمج عادات لبناء الثقة، يساعد الوالدان الأطفال ليس فقط على بناء الشخصية بل على تمكينهم من المحاولة والفشل ثم المحاولة مجدداً.
عادات لبناء الثقة لدى الأطفال
لتحقيق ذلك، تقترح العادات اليومية تعزيز الثقة والاستقلالية والمرونة عند الأطفال. تؤكد هذه العادات أهمية تهيئة بيئة داعمة تشجع المحاولة والتعلم من الأخطاء. فيما يلي سبع عادات ينبغي على الوالدين تعليمها لأطفالهم للمساعدة في بناء الثقة بأنفسهم.
تشجيع الأسئلة يفتح أمام الأطفال باب الفضول ويقوي ثقتهم بأنفسهم. عندما يشعر الطفل بأنه يستطيع التعبير عن أسئلته بلا خشية، يزداد قدرته على التفكير المستقل وحل المشكلات. يشجع الآباء على الاحتفاء بالفضول وتوجيهه نحو اكتشاف الإجابة بدلاً من تجاهله. بهذه الصورة، يتعلم الطفل أن طرح الأسئلة علامة قوة وليس ضعفاً.
إبراز الجهد المبذول وراء الإنجازات يعزز قيمة المثابرة لدى الطفل. لا تُركز العادة على الكمال، بل على العمل المستمر والتعلم من المحاولات. وهكذا يبقى الطفل واثقاً حتى عند مواجهة الفشل. تشجع هذه العادة الطفل على المحاولة من جديد بثقة.
اعتمد أن تكون قدوة لطفلك في كلماتك ولغة جسدك وقراراتك. يتعلم الأطفال من مراقبة تصرفات الوالدين كيف يتصرفون بثقة في المواقف المختلفة. عندما يرون الثقة في أهلهم، يكتسبون قدرة على التعبير عن آرائهم واتخاذ خطوات جريئة. بهذه الطريقة، يصبح نموذجاً حياً للثقة يمكن للأطفال تقليده.
إعطاء المسئوليات الصغيرة يمنح الطفل إحساساً بالقدرة والثقة. يمكن أن تشمل المساعدة في المطبخ أو تنظيم جداول الواجبات المنزلية. مع تحمل المسؤولية، يتعلم الطفل التخطيط والتنظيم والتعاون مع الآخرين. هذه التجارب المبكرة تعزز لديه شعور النجاح والاعتماد على النفس.
شجع الطفل على استبدال عبارة “لا أستطيع” بعبارة “سأحاول”. التأكيدات الإيجابية تبني عقلية تركز على القدرة وتقلل الشك الذاتي في المواقف الصعبة. مع الاستمرار في التدريب، يزداد تحمله للتحديات وتتحسن ثقته بنفسه بشكل ملحوظ. هذه العادة تدفع الأطفال لخطوات جريئة رغم وجود مخاطر متوقعة.
دعم العواطف يعني السماح للطفل بممارسة هواياته في الفن أو الرياضة أو الموسيقى. عندما يتيح الأهل خياراتهم ويفسحون المجال لاهتماماتهم خارج المدرسة، تتعزز ثقتهم وتزداد فرص نجاحهم في مجالات متعددة. كما تساهم ممارسة الهوايات في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والإدراكية وتمنحهم شعوراً بالإنجاز. يعزز هذا الدعم مرونتهم وثقتهم بمقدرتها على التكيف مع التحديات.
تطبيع الأخطاء يعني أن يرى الطفل أن الخطأ جزء من التعلم. عندما يدرك أن الأخطاء خطوات نحو النجاح، يتقلص خوفه من الفشل وتزداد ثقته في المحاولة مجدداً. يشجع الآباء الأطفال على تحليل الأخطاء واستخلاص الدروس المستفادة منها. بهذا المسار، تتحول التحديات إلى فرص تعلم وثقة بالنفس.