أبعاد الخطر الصحي للميكروبلاستيك
أظهرت الدراسات الحديثة أن تركيز الميكروبلاستيك في الدماغ البشري ارتفع بنسبة تقارب 50% منذ عام 2016. كما أكدت بحوث أخرى وجود هذه الجزيئات في الدم والكبد والكلى والرئتين والمشيمة واللعاب. ويرتبط التعرض المزمن لهذه الجزيئات الدقيقة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات الإدراك والولادات المبكرة.
تشير تقارير علمية إلى وجود أكثر من 16 ألف مادة كيميائية مرتبطة بالبلاستيك، تصنف غالبيتها كمسببة للسرطان أو أمراض خطيرة. وتتزايد الأدلة على أن الميكروبلاستيك يتسلل إلى أجسامنا عبر الغذاء والماء والهواء وحتى الجلد. كما تُظهر أبحاث أخرى أن هذه الجسيمات تتواجد في الدم واللعاب والأنسجة الحيوية بانتظام. وتربط الدراسات التعرض المزمن بخطر أعلى للإصابة بالسرطان واضطرابات المناعة وردود فعل ذاتية.
مصادر البلاستيك الخفي حولنا
في الهواء تكون تركيزات الجزيئات البلاستيكية أعلى في الأماكن المغلقة، حيث تسهم الدهانات والأرضيات والأثاث والأنابيب في إطلاق جزيئات دقيقة تتراكم في الغبار وتنتقل عبر أنظمة التهوية. وتنتقل هذه الجزيئات إلى مسافات بعيدة عبر الهواء. وعلى الطرق، ينتج احتكاك إطارات السيارات كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق تُجَرَّف إلى التربة والأنهار ثم إلى البحار والمحيطات.
وفي المنازل، قد تحتوي بعض المستحضرات مثل مقشرات البشرة ومعجون الأسنان والكريمات الواقية من الشمس على جزيئات بلاستيكية تمتصها البشرة بسهولة. وتشير الدراسات إلى وجود هذه الجسيمات في منتجات العناية الشخصية بشكل متكرر. وتؤكد المصادر أن هذه الجسيمات يمكن أن تتسرب إلى الدم وتزيد من المخاطر مع الاستخدام المتكرر.
الإجراءات الدولية والتدابير الوقائية
وافقت الأمم المتحدة في 2019 على تعديل اتفاقية بازل ليشمل النفايات البلاستيكية ضمن المواد الخطرة، وذلك بهدف تنظيم التجارة الدولية وتقليل التلوث البحري تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة. كما تسعى هذه الخطوة إلى تعزيز إجراءات إدارة البلاستيك وتخفيف تدفقه إلى البيئة على مستوى العالم. وتؤكد هذه الإجراءات أهمية التوعية والالتزام الدولي في الحد من انتشار البلاستيك الدقيق في الكائنات الحية والبيئة.
ولتقليل التعرض للميكروبلاستيك، تقترح مصادر الرعاية الصحية وخبراء الصحة اتباع أساليب بسيطة مثل تجنب تسخين الطعام في الميكروويف باستخدام حاويات بلاستيكية واختيار الزجاج للماء والمشروبات. كما يُنصح بالاعتماد على الأطعمة الطازجة بدلاً من المعلبة والمصنعة، وقراءة الملصقات لتجنب المواد البلاستيكية الشائعة مثل البولي إيثيلين (PE)، البولي بروبيلين (PP)، PMMA، النايلون، وبولي إيثيلين تيريفثال (PET).