أعلنت دراسة منشورة في مجلة Journal of Clinical Oncology أن تناول المكسرات بانتظام قد يقلل خطر تكرار سرطان القولون، كما قد يخفض الوفيات لدى المرضى في المرحلة الثالثة من المرض. شملت الدراسة 826 مريضاً مصاباً بسرطان القولون في المرحلة الثالثة، ووجد الباحثون أن تناول ما لا يقل عن أونصتين من مكسرات الأشجار أسبوعياً، أي نحو 56 جراماً، من أنواع مثل الجوز واللوز والكاجو والبندق ارتبط بانخفاض خطر التكرار بنحو 50% وبانخفاض معدل الوفيات بنحو 57% مقارنة بمن لم يتناولوا المكسرات إطلاقاً. ويُستثنى الفول السوداني من هذه النتائج، وتُعزى الفوائد إلى وجود مركبات داعمة للصحة الأيضية مثل مضادات الأكسدة، والدهون الصحية، والألياف. وتُعزز هذه النتائج فهم أهمية التعديلات الغذائية البسيطة في تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص النجاة.

وذكر الدكتور تيميدايو فاديلو، الزميل السريري في معهد دانا-فاربر للسرطان والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن الأبحاث السابقة أظهرت فوائد المكسرات لصحة القلب والسكري. وأكد أن النتائج الحالية تشير إلى إمكانية امتداد هذه الفوائد إلى مرضى سرطان القولون، وأن تغييرات بسيطة في النظام الغذائي قد تغير النتائج على المدى الطويل. وأوضح أن المكسرات تعمل كجزء من نمط غذائي صحي يساهم في دعم الاستجابة للعلاج.

ما السر وراء فاعلية المكسرات؟

يرى الباحثون أن جوز الأشجار يمتلك تركيبة غذائية ومناعية مميزة عن الفول السوداني، الذي لم يظهر ذات الفاعلية في تقليل التكرار أو الوفيات في هذه الدراسة. وتلعب المكسرات الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة ومضادات الالتهاب والفيتامينات دوراً هاماً في دعم جهاز المناعة وتحسين استجابة الجسم للعلاج، إضافة إلى مساهمتها في تقليل مقاومة الإنسولين التي قد تؤثر سلباً على نتائج المرض. وتؤكد هذه العوامل أن خيارات الغذاء البسيطة قد تكون جزءاً من استراتيجية علاجية مع المرضى.

سياق عالمي

سرطان القولون والمستقيم يظل من أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. في عام 2020 تسبب في نحو 930 ألف وفاة وقرابة 1.9 مليون إصابة جديدة. تشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الأعداد قد ترتفع بنحو 73% بحلول عام 2040، مما يجعل الوقاية والتغذية السليمة أمرين حاسمين في التصدي للمرض.

شاركها.
اترك تعليقاً