أعلن فريق من الباحثين عن تقنية تمكن رجل مشلول من الإحساس واستخدام الأشياء عبر أيدي أشخاص آخرين بفضل زراعة دماغية فريدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. تهدف التقنية إلى إعادة بناء جسور الاتصال بين الدماغ والجسد كي يستعيد المصاب بالشلل الرباعي قدرًا من الحركة والإحساس. تعتبر هذه خطوة طبية قد تحدث ثورة في علاج المصابين بالشلل.

الحالة والتطور مع توماس

كان توماس، في الأربعينيات من عمره، قد أصيب بالشلل الرباعي عام 2020 إثر حادث غطس في مسبح أدى إلى كسر عنقه وإصابة الحبل الشوكي، فجعله عاجزاً عن الحركة أو الإحساس من الصدر إلى الأسفل. بعد ثلاث سنوات، خضع لتقنية دماغية غير مسبوقة استخدمت أقطاباً كهربائية غير جراحية وبرمجيات ذكاء اصطناعي لإعادة توصيل جسور الاتصال بين الدماغ وجسده، فاستعاد جزئياً الحركة والإحساس في يديه. في عام 2024 أصبح قادراً على الإحساس إلى حد ما وباستطاعته التقاط كوب والشرب منه، كما استعاد جزءاً من الإحساس في ذراعـيه ومعصميه خارج المختبر حتى عندما لم يكن متصلاً بالكمبيوتر.

تجارب السيطرة على أيدي أشخاص آخرين

أظهرت الدراسة قدرة توماس على التحكم في حركة أيدي أشخاص آخرين لالتقاط الأشياء واستخدامها والشعور بها. شارك في التجربة امرأة غير معاقة تعمل كتمثيل افتراضي لتوماس، متصلة بأقطاب كهربائية وحساسات قوة. في التجارب التي كان فيها كلاهما معصوبَي العينين، تمكن توماس من التحكم في يدي المرأة لفتحها وإغلاقها، والإمساك بالأشياء، والشعور بها بما يكفي للتمييز بينها.

تجربة كاثي دينابولي

كما أُتيحت لتوماس تجربة مشابهة مع كاثي دينابولي، وهي امرأة في الستينات من عمرها مصابة جزئياً بإصابة في الحبل الشوكي أثَّرت على حركة يديها. باستخدام الزراعة الدماغية، تمكن توماس من التحكم في يديها لالتقاط زجاجة ماء وصَبّها، وأداء مهام أخرى مثل التقاط علبة وشرب محتواها.

آفاق وآثار عملية

يأمل الباحثون أن تساهم هذه التقنية في زيادة دافع المرضى المصابين بإصابات الحبل الشوكي خلال مراحل إعادة التأهيل عبر إشراكهم في مهام تعاونية تمنحهم شعوراً بالإنجاز. تهدف التقنية إلى توسيع نطاق الاستفادة وتوفير أطر عملية للمساعدة الذاتية. وقال توماس: «الشيء الوحيد الذي أريد فعله هو مساعدة الآخرين. إذا كان هذا يمكن أن يساعد شخصاً ما أكثر مما ساعدني، فهذا كله يستحق العناء».

تعليقات المشاركين

وقالت دينابولي: «لم أكن لأقوم بذلك بدونك». وأوضح توماس أن المشاركة أعطته شعوراً بالهدف والرضا، معتبرًا أنه يساعد شخصاً في الحياة الواقعية وليس مجرد كمبيوتر. وأضاف أن التعاون مع دينابولي أظهر إمكانات التقنية في تطبيقات واقعية تحمل معنى إنساني.

النشر والآثار العلمية

وتم نشر النسخة المسبقة للدراسة على medRxiv، لتفتح آفاق جديدة أمام العلاج العصبي وتطوير حلول مبتكرة للشلل وإصابات الحبل الشوكي. وأوضح الباحثون أن النتائج تشجع على مواصلة التطوير والتوسع في التطبيقات السريرية المحتملة. وأكدوا أن العمل يحتاج إلى مراجعة وتقييم من قبل النظراء في بيئات واقعية.

شاركها.
اترك تعليقاً