تُعد مرحلة ما قبل السكر جرس إنذار للجسم، فارتفاع مستوى السكر فيها لا يصل بعد إلى مستوى السكري ولكنه يشير إلى تغيّر في تنظيمه. وهذا الوضع يمثل مرحلة حاسمة قد يتطور فيها المرض إلى السكري إذا تُرك بلا علاج. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 20 إلى 25 بالمئة من المصابين بهذه المرحلة قد يطورون السكري خلال ثلاث إلى خمس سنوات.
تظهر هذه المرحلة عندما يصبح الجسم غير قادر على تنظيم السكر بكفاءة كما في الحالة الطبيعية، ما يجعل مستوى السكر مرتفعاً لكن لا يزال دون الحد التعريفي للسكري. وتزداد المخاطر الصحية المرتبطة بها، بما في ذلك احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية. لذلك تعتبر خطوة الاستباق في التصحيح أمراً حيوياً للوقاية من تطور المرض.
وفقا لتقرير موقع OnlyMyHealth، فإن مرحلة ما قبل السكر هي حالة تكون فيها مستويات الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنها ليست عالية كفاية لتعريفها بالسكري من النوع الثاني. وتمثل هذه المرحلة مؤشراً واضحاً على أن الجسم بدأ يفقد قدرته على تنظيم سكر الدم بشكل فعال. قد لا تظهر أعراض بارزة في كثير من الأحيان، لكنها ترفع من احتمالية تطور السكري وأمراض أخرى مع مرور الوقت.
تظهر الحالة عندما تصبح الخلايا مقاومة للأنسولين، أو عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين. وبالرغم من أن الأعراض قد لا تكون ظاهرة دائماً، إلا أن الخطر يزداد بشكل ملحوظ مع استمرار الحالة. يجب الانتباه إلى أن المرحلة قبل السكري تزيد احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
طرق السيطرة على ما قبل السكر
يسهم النظام الغذائي في تنظيم مستويات السكر، إذ يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والوجبات الدهنية والمشروبات المحلاة. بدلاً من ذلك يركز النظام الغذائي الصحي على الألياف والبروتينات قليلة الدهون والحبوب الكاملة والخضراوات الطازجة. كما أن مراقبة أحجام الوجبات وتوزيعها على فترات منتظمة يساهم في استقرار سكر الدم.
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أساساً للوقاية من تقدم مرحلة ما قبل السكر، حيث تساهم في خفض الوزن وتحسين حساسية الخلايا للأنسولين وتعديل التغيرات الأيضية. ينصح بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الهوائي المعتدل أسبوعياً أو 75 دقيقة من النشاط القوي، بالإضافة إلى تمارين القوة لبناء كتلة العضلات التي تساعد في تنظيم سكر الدم. كما يساعد الدمج بين التمارين وتوزيعها على مدار الأسبوع في تعزيز التوازن الصحي العام.
يرتبط فقدان الوزن ارتباطاً وثيقاً بتقليل مخاطر الإصابة، فخسارة 5 إلى 10% من وزن الجسم قد يؤدي إلى تحسن ملحوظ في مستويات السكر وتقليل احتمالية التحول إلى السكري. كما يسهم فقدان الوزن في تقليل عوامل الخطر القلبية والدماغية المرتبطة بالمرض. ينبغي اعتماد نهج مستدام يشمل خيارات غذائية متوازنة إضافة إلى زيادة النشاط البدني للوصول إلى نتائج طويلة الأمد.
الإقلاع عن التدخين خطوة حاسمة، فالتدخين يفاقم مقاومة الأنسولين ويزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. إذا كنت مدخناً فإن التوقف الفوري يساعد في عكس بعض أعراض ما قبل السكر وتحسين صحة القلب. يمثل الإقلاع عن التدخين جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الشاملة لإدارة الحالة والوقاية من عودة التلاقي في المستقبل.
مراقبة المعايير الصحية دورياً أمر أساسي، فمتابعة ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية تساعد في التقاط أي تغير مبكر والتصرف وفقاً له. أي خلل في هذه المعايير قد يسهم في تفاقم المرض إذا لم يتم التعامل معه باكراً. الالتزام بمراجعات صحية دورية وتقييم مستمر يسهّل ضبط الخطة الوقائية والعلاجية بحسب الحاجة.
إدارة التوتر جزء من الاستراتيجية الشاملة للسيطرة على المرحلة، فالتوتر المزمن قد يرفع مستويات الكورتيزول بما يؤثر سلباً على ضبط سكر الدم. ينبغي اعتماد أساليب للاسترخاء مثل اليوغا والتأمل وتمارين التنفس العميق. هذه الإجراءات تساهم في تقليل مخاطر التفاقم وتحسين الاستجابة للعلاج والوقاية.