بحث الباحثون في بيانات أكثر من 6000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا، المشاركين في دراسة ABCD الطويلة الأمد التي تتابع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ضمن عوامل أخرى. وقُسِّم الأطفال إلى ثلاث مجموعات بناءً على كيفية تطور عاداتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الوقت. وتباينت المجموعات بين من لم يستخدموا الوسائل إطلاقًا، ومن بدأوا باستخدام منخفض ثم وصلوا إلى نحو ساعة يوميًا عند سن 13 عامًا، وبين من قضوا ثلاث ساعات أو أكثر يوميًا على المنصات بحلول ذلك العمر.

تطور استخدام وسائل التواصل

خضعت كل مجموعة لسلسلة اختبارات معرفية في بداية الدراسة وفي مرحلة المراهقة المبكرة. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين أمضوا نحو ساعة يوميًا على وسائل التواصل سجلوا درجات أقل بدرجة أو درجتين في اختبارات القراءة والذاكرة مقارنة بمن لم يتصفحوا الإطلاق. أما من بقي متشبثًا بالتطبيقات ثلاث ساعات أو أكثر فشهد انخفاضًا يصل إلى خمس درجات في هذه الاختبارات.

نتائج الفحص المعرفي

قال الدكتور سانجيف كوتاري، مدير طب أعصاب الأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال التابع لنورثويل هيلث: إن النتائج تشير إلى وجود جانبين للمشكلة؛ فقد يستخدم الأطفال وسائل التواصل أثناء الحصص مما يقلل تركيزهم، أو يسهرون لساعات طويلة ما يحرمهم النوم ويؤثر في اليقظة في اليوم التالي. وأضاف أن التأثيرات كانت مرتبطة بشكل خاص بمنصات التواصل الاجتماعي وليست مرتبطة بوقت الشاشة العام وحده. وأوضح أن وقت الشاشة العام كالتلفاز قد يتيح مهام متعددة، بينما تشترك منصات التواصل في تفاعل مستمر مع المحتوى مما يجهد الدماغ. وبناء عليه، يرى أن الانخراط المكثف في هذه المنصات قد يعوق القدرة الإدراكية اللازمة للتركيز في الدراسة.

تفسيرات المختصين

وفي عام 2023 حذر كبير الجراحين في الولايات المتحدة من أن الاستخدام المفرط لمنصات التواصل قد يضر بالصحة العقلية للأطفال والمراهقين. وأشار إلى أن الإفراط في الاستخدام قد يؤثر بنى الدماغ المرتبطة بالعواطف وربما يؤثر في قدرةهم على التحكم في الاندفاع والسلوك الاجتماعي، مع مخاطر متزايدة للاكتئاب والقلق وتدنّي احترام الذات. كما أُشير إلى أن هذه المخاوف تدفع مدارس كثيرة إلى تكثيف جهودها للحد من التكنولوجيا في الفصول الدراسية. وتتحدث تقارير إعلامية عن حظر مدينة نيويورك للهواتف الذكية في جميع المدارس من الجرس إلى الجرس كسياسة شاملة، وهو إجراء أثار جدلاً واسعًا.

السياسات والتوصيات المنزلية

ولتقليل التأثير في المنزل، ينصح خبراء مثل كوتاري الآباء بوضع قيود على استخدام أطفالهم خارج ساعات الدراسة والاعتماد على نهج التعزيز الإيجابي للسلوك. ويقترح تطبيق مكافآت تشجيعية لتقليل الانخراط في منصات التواصل، مثل مشاهدة فيلم في عطلة نهاية الأسبوع أو مشاركة وقت إضافي في ممارسة الرياضة أو تقديم وجبة مفضلة. كما يوصى بالتركيز على تعزيز الدراسة وتوفير بيئة تعلم داعمة وتوجيه الأطفال نحو أنشطة بناءة خلال ساعات الفراغ.

شاركها.
اترك تعليقاً