أعلن باحثون في جامعة سكوفدي السويدية عن دراسة جديدة تستكشف إمكانية استخدام دواء القلب الذي يُستخدم منذ نحو 250 عامًا كعلاج محتمل لسرطان البنكرياس. وتؤكد الدراسة أن الهدف هو فهم إمكانات هذا الدواء في تثبيط نمو الخلايا السرطانية وفتح باب علاجات جديدة. وتشارك في البحث الباحثة هيلين ليندهولم وتعمل ضمن فريق يركز على تقييم الفاعلية في المختبر قبل أي خطوة سريرية. وتنطلق الخطة من مقارنة بين خلايا سرطان البنكرياس وتقييم المؤشرات الحيوية التي قد تكشف من ستستجيب من المرضى.

تأثير الدواء على الخلايا السرطانية

يُستخلص الدواء من نبات قفاز الثعلب (Digitalis purpurea)، وهو نبات تاريخي معروف بخصائصه القلبية. وتشير النتائج المعملية إلى أن الدواء يعطل أيض الخلايا السرطانية ويؤثر في توازن الكالسيوم، وفي بعض الحالات يوقف انقسام الخلايا أو يسبب موتها. وتُظهر التجارب وجود تفاوت في الاستجابة بين أنواع خلايا سرطان البنكرياس المختلفة. ويستخدم الباحثون خمس سلالات مختلفة من خلايا البنكرياس للمقارنة بهدف تحديد المؤشرات الحيوية التي قد تشير إلى المرضى الأكثر استفادة.

التغاير الخلوي وتحديد المؤشرات الحيوية

تؤكد الباحثة أن سرطان البنكرياس متغاير للغاية، فقد يصاب مريضان بنفس التشخيص لكن ورمهما يختلف عن الآخر. لهذا السبب يسعى الفريق لتحديد العوامل التي تفسر الاستجابة الأفضل وتؤدي إلى نتائج أقرب إلى التخصيص. وانطلق العمل باستخدام خمس سلالات مختلفة من الخلايا لمقارنة استجابتها وتحديد المؤشرات الحيوية التي قد توضح من سيكون المستفيد الأكبر. يهدف ذلك إلى تمهيد الطريق لعلاج أكثر تخصيصًا في المستقبل.

من المختبر إلى السرير

تركز المرحلة الأولية على تحديد الجرعة الآمنة وتقييم سلامة المرضى والتأكد من صلة المؤشرات الحيوية المختبرية بالحالة البشرية. إذا أظهرت النتائج الواعدة في المختبر إشارات إيجابية، سيُنتقل إلى تجربة سريرية لتقييم الدواء لدى مرضى البنكرياس. وفي حال نجاح المسار العلاجي الجديد، قد يتحول دواء القلب إلى خيار علاجي إضافي لأولئك الذين لديهم خيارات علاج محدودة.

شاركها.
اترك تعليقاً