تؤثر ضغوط الحياة العصرية والإشعارات المستمرة على أجسامنا وتزداد الشكاوى من اضطرابات الهضم، وبخاصة ارتجاع المريء. يحدث الارتجاع عندما يصعد حمض المعدة إلى الحلق، وفي حال استمراره لفترات طويلة قد يتحول إلى مرض مزمن. ويرتبط غالباً بضعف العضلة العاصرة التي تفصل المريء عن المعدة. ويستخدم الأطباء عادة مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول ولانسوبرازول لتخفيف الأعراض بسرعة، وهي من أكثر الأدوية انتشاراً حول العالم.
أسباب وآليات الارتجاع والعلاج الدوائي
وتعمل مثبطات مضخة البروتون على تقليل حموضة المعدة بسرعة، لكنها ليست حلاً طويل الأمد. يحذر الأطباء من استخدامها لفترات تتجاوز شهرين بسبب آثارها الجانبية المحتملة وصعوبة التوقف عندما يعتاد عليها الجسم. كما لا يقتصر العلاج على الأدوية وحدها، بل يجب البحث عن سبب الارتجاع ومعالجته. يؤكد خبراء الجهاز الهضمي أن الحل الأمثل يتضمن تغييرا في العادات اليومية والسلوكيات التي تؤثر في الجهاز الهضمي.
يؤكد الخبراء أن الحل لا يقتصر على الأقراص، بل يتطلب تغييرا في العادات اليومية التي تضعف الجهاز الهضمي. كما يبرز أهمية النوم الكافي وتقليل التوتر كعوامل داعمة للصحة الهضمية. ويرى بعضهم أن تحسين أسلوب الحياة يمكن أن يخفف من حدّة الأعراض ويقلل الحاجة للأدوية بمرور الوقت. لذا يجب التركيز على أسباب الارتجاع إلى جانب الدواء للوصول إلى نتائج مستدامة.
روتين الهضم الهادئ وتغذية متوازنة
أوضحت الصيدلانية وخبيرة التغذية ديبورا غرايسون أن عملية الهضم تبدأ في الدماغ قبل وصول الطعام إلى الفم. عندما نكون متوترين يزداد نشاط الجهاز العصبي المسؤول عن القتال أو الهروب فيتوقف الجسم عن التركيز على الهضم. أما عند الاسترخاء، فالجهاز العصبي الباراسمبثاوي يتولى المهمة مما يسهل امتصاص الطعام. وتقترح روتيناً مدته 15 دقيقة للهضم الهادئ يهيئ الجسم قبل الوجبة عبر خطوات بسيطة مثل الهدوء وتجنب الشاشات والضوضاء. وتعيد these الخطوات توازن الجسم وتقلل من الانتفاخ وتساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين تدفق الدم إلى الأمعاء.
وأشارت إلى أن الأطعمة المرّة مثل الجرجير قد تساهم في إفراز العصارات الهضمية. كما تفيد بعض الأعشاب كالبابونج والشمر في تهدئة المعدة وتقليل الحموضة. وذكرت أيضاً أن القهوة والشيكولاتة والنعناع والطماطم والحمضيات والأطعمة الدهنية أو الحارة من المحفزات الشائعة للارتجاع. وتوضح أن تجنبها قد يكون مفتاحاً للراحة لدى المصابين بارتجاع مزمن.
خلاصة
تؤكد الخبيرة أن الهضم الجيد يبدأ بالهدوء والانتباه. فبضع دقائق من التركيز قبل الأكل يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في الصحة الهضمية. وتؤكد أن تطبيق هذه الممارسات بشكل منتظم يحوّل الوجبة من عادة سريعة إلى تجربة علاجية واقعية.