أوضح الدكتور جمال شعبان خلال تقديمه برنامج “قلبك مع جمال شعبان” على قناة الشمس أن تزايد حالات الوفاة المفاجئة بين الشباب يستدعي زيادة الوعي بخطورة الجلطات وعوامل الإصابة الصامتة التي لا تظهر أعراضها إلا بعد فوات الأوان. وأشار إلى أن الخاصية التجلط في الأساس وظيفة فسيولوجية طبيعية ومهمة وليست مشكلة صحية بحد ذاتها، إذ تعمل على وقف النزيف عند الإصابات. كما أكد أن للجسم توازناً دقيقاً بين عوامل التجلط ومواد مضادة للتجلط، إضافة إلى وظيفة جدار الأوعية الدموية الذي يمنع التصاق الصفائح الدموية ويحافظ على سلاسة تدفق الدم. ويقلل التعرض للنزف الزائد عند الإصابات.

المخاطر حسب مكان حدوثها

أوضح شعبان أن مكان حدوث الجلطة يحدد درجة خطورتها. جلطة القلب تنجم عن انسداد في الشرايين التاجية وتؤدي إلى سكتة قلبية وموت مفاجئ. جلطة المخ تنتج عن انسداد في إحدى شرايين المخ فتصيب وظائف عصبية وتترك آثاراً دائمة. جلطة الرئة تحدث بانسداد الشريان الرئوي وتعتبر حالة طارئة قد تهدد الحياة.

علامات قلب صامتة

أشار العميد السابق إلى أن جلطات القلب عادة ما تسبقها علامات صامتة تعرفها الطب الحديث بالقاتلة الصامتة. تتضمن مشاكل الكوليسترول وخلل الدهون التي تؤدي إلى تراكم الترسبات وتزيد مخاطر الجلطات القلبية والمخية. كما يشير إلى أن السكري من النوع الثاني يوصف بأنه خادع، فالمريض قد يعاني ارتفاعاً في السكر لسنوات دون أعراض ثم تظهر المضاعفات عند اكتشافه متأخراً. هذا الأمر يؤكد أهمية الانتباه إلى العوامل المنذرة قبل ظهور الأعراض.

أهمية الكشف المبكر

شدد شعبان على أن الانتظار حتى ظهور أعراض مثل الذبحة الصدرية أو النهجان أو الخفقان أو الإغماء المفاجئ يعني أن الحالة تطورت بشكل متأخر وتصبح التدخلات العلاجية أكثر صعوبة. دعا إلى اتباع توصيات المنظمات الصحية الدولية وخصوصاً تحليل الكوليسترول بقياس LDL حتى في غياب الأعراض. كما أوصى بتحليل السكر الكامل، بما في ذلك السكر الصائم والفاطر، بالإضافة إلى التحليل التراكمي HbA1c، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع السكري. كما ذكر أن هذه الاختبارات تسهم في الكشف المبكر وتجنب المضاعفات.

الحث على الفحص والوقاية

نصح الطبيب بضرورة تعزيز الوعي بأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر، مع التأكيد أن الوقاية هي السبيل الوحيد لتقليل مخاطر الجلطات. خصوصاً بين فئة الشباب التي باتت أكثر عرضة للوفاة المفاجئة. كما لفت إلى أن علامات ارتفاع السكر قد تتضمن جفاف الفم، العطش، فقدان الوزن أو كثرة التبول، لكنها قد تكون مؤشراً متأخراً. وأشار إلى أن الالتزام بالفحوص والأنماط الصحية يساهم في تقليل المخاطر وتجنب التداعيات الخطيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً