تطلق مصر فصلاً جديدًا من النهضة في مجال الطاقة المتجددة من قلب الجنوب. تقع محطة أبيدوس فارس في قرية فارس بمركز كوم أمبو وتملك قدرة إنتاجية تبلغ 560 ميغاوات بتكلفة تتجاوز 168 مليون دولار. وتعد المحطة منارة لهذا الإقليم وتُلقب بـ”ساحرة الجنوب”، في إطار جهود تحويل الجنوب إلى عاصمة عالمية للطاقة النظيفة وتُعزز مفهوم الطاقة التي لا تنام بلا انقطاع.

أبيدوس فارس: محطة رائدة

تتجه الأنظار حاليًا إلى مشروع أبيدوس 2 الذي يقترب من التشغيل بطاقة تصل إلى 1000 ميغاوات. أعلنت أكوا باور السعودية عن مشروع موازٍ في المنطقة نفسها بطاقة 200 ميغاوات، ضمن شراكة دولية تعزز مناخ الاستثمار في مصر. وبذلك ترتفع إجمالي طاقة محطات فارس إلى أكثر من 3000 ميغاوات تُضخ في الشبكة القومية.

بنبان: عاصمة الشمس

وبعيدًا عن فارس، تبرز بنبان كأيقونة عالمية للطاقة الشمسية، حيث تضم 32 محطة على مساحة تقارب 9000 فدان وتصل قدرتها الإجمالية إلى 1465 ميغاوات. وتوجد خطط توسع لتصل إلى 2050 ميغاوات، ما جعلها تلقب بعاصمة الشمس في العالم وتفوز بجوائز من البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وتعزز بنبان القدرة المصرية على التصدير وتدعم التنمية المستدامة في الصعيد عبر كفاءاتها في التصميم والتشغيل.

التأثير والتنمية في أسوان

أعلن محافظ أسوان أن ما تحقق يعد إنجازاً تاريخياً يفوق جوانب من مشاريع تاريخية أخرى، وأن أسوان أصبحت وجهة العالم للطاقة الشمسية. وأشار إلى أن الدولة وفرت تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين في الأراضي والبنية التحتية والدعم اللوجستي، بما يعزز التحول نحو مدينة خضراء قائمة على الطاقة النظيفة. وتؤكد هذه الجهود التزام مصر بالنجاح في مسألة التحول إلى اقتصاد أخضر وتحقيق التنمية المستدامة في الجنوب.

التكنولوجيا والتمويل

كشف التقرير الفني للمشروع أن محطة فارس 1 تعتمد على 387 ألف لوحة شمسية ثنائية الوجه و952 عاكسًا كهربائيًا تغطي مساحة تقارب خمسة كيلومترات مربعة. وتقلل المحطة الانبعاثات الكربونية بنحو 280 ألف طن سنويًا، كما تضم مولدات SVG حديثة لضمان نقل الطاقة بكفاءة في الشبكة الوطنية الموحدة. ويتم تنفيذ المشروع بنظام BOT بتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الإفريقي للتنمية وصناديق أوبك والمناخ الأخضر والبنك العربي وأبيكورب.

شاركها.
اترك تعليقاً