أعلنت نتائج دراسة حديثة أجريت في جامعة رادبود الهولندية أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يرتبط بارتفاع معدلات الإبداع مقارنة بغير المصابين. وتبيّن أن شرود الذهن وتشتت الانتباه يتيحان للمصابين بالاضطراب إمكانات توليد أفكار متعددة وتفعيل مسارات تفكير غير تقليدية. ووضح الباحثون أن هذه الصفات قد تفسر جزءاً من العلاقة الموجودة بين الاضطراب والإبداع عندما يتم توجيهها في بيئة داعمة وتحت إشراف مناسب.

الإبداع و ADHD

توضح النتائج أن الشرود الذهني يفتح مسارات لتوليد أفكار مبتكرة وربط مفاهيم متنوعة بطرق جديدة، مما يعزز القدرة على الحلول الإبداعية. وتؤكد أيضاً أن التشتت الانتباه ليس عائقاً مطلقاً بل قد يعمل كعامل محفز للإبداع إذا ما أُدار بشكل يسهّل توجيه الأفكار ضمن بيئة مناسبة. وتُبرز الدراسة أهمية وجود استراتيجيات تنظيمية تعليمية ومهنية تتيح استفادة الأفراد المصابين بالاضطراب من هذه المزايا دون أن تتعارض مع الأداء العام.

شهادات من المشاهير

أعلن مايكل فيلبس أنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتعرض منذ الطفولة للتنمّر بسبب صعوبات التركيز، ثم عُرف تشخيصه مبكراً ودفعه ذلك إلى التميز في السباحة حتى أصبح رمزاً رياضياً عالمياً. كما أعلنت سيمون بايلز أنها تعاني من ADHD، وأكدت أن الإفصاح عن الاضطراب ليس عيباً وأن استخدام الأدوية للعلاج ليس أمراً مخجلاً، وهو ما يعكس تجربتها الشخصية في مسيرتها البارزة بالجمباز. وكشف كريم فهمي عن تشخيصه بهذا الاضطراب أثناء متابعة ابنته المصابة، مبرزاً أنه تذكّر طيلة دراسته بمشاكل التركيز وأنه كان يلاحظ وجود “سحابة سوداء” فوق رأسه عندما يواجه مهام لا تهمه.

وذكرت تقارير أخرى أن جاستن تيمبرليك يعاني من اضطراب الوسواس القهري المرتبط بنقص الانتباه، ما يعكس وجود تحديات إضافية في حياته اليومية. كما أشار ويل.إي.إم إلى أن موسيقاه تساعده على التعامل مع حركة ذهنه المستمرة أثناء العمل الإبداعي، مما يمكّنه من التركيز في سياقات مهنية مختلفة. وأوضحت باريس هيلتون أنها تعاني من ADHD منذ سن مبكرة، وأن الاضطراب لم يمنعها من متابعة مسيرتها الفنية بنجاح. وتفيد التفاصيل بأن مارك روفالو نشأ وهو يعاني من ADHD وعسر القراءة والاكتئاب دون تشخيص، مؤكداً أن شعوره بالاختلاف كان أبرز تحدٍ في طفولته.

تشير النتائج إلى أن وجود ADHD يمكن أن يرافقه نمط تفكير فريد يفتح آفاق للإبداع لدى من يتلقون الدعم الملائم، وهذا ما يتضح من تجارب هؤلاء المشاهير. كما تبين أن النجاح في مجالات متنوعة ممكن رغم الاضطراب، إذا ما استُخدم الوعي والدعم المناسبان لتوجيه القدرات الإبداعية وتخفيف التحديات المصاحبة للحالة. وتدعو الدراسة إلى وضع أطر تعليمية ومهنية تستفيد من هذه القدرات مع توفير استراتيجيات تنظيمية مناسبة.

شاركها.
اترك تعليقاً