توضح المعطيات أن تراكم الدهون في الوركين والفخذين لا يحدث صدفة، فالجسم لا يختار أماكن التخزين عشوائيًا. تشير الدراسات إلى أن توزيع الدهون يرتبط بالهرمونات وبطريقة التعامل مع التوتر ومستوى النشاط اليومي ونمط التغذية والعوامل الوراثية. وتؤكد النتائج أن التغيرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تعيد الانسجام بين شكل الجسم وصحته. وتكشف هذه المعطيات عن أهمية الاعتماد على خطط صحية تعالج الأسباب الكامنة بدلاً من التركيز على المظهر وحده.

1. الهرمونات أول من يوجّه الدهون

تُعدّ هرمون الاستروجين العامل الأول الذي يوجّه توزيع الدهون عند النساء، ومع ارتفاع مستوياته تميل الدهون إلى التراكم في الحوض والفخذين. قد تكون هذه الزيادة طبيعية في مراحل مثل الحمل أو ما قبل انقطاع الطمث، لكنها أحيانًا تشير إلى اضطراب هرموني يحتاج إلى تقييم طبي. عندما يظهر زيادة وزن غير معتاد مع أعراض مثل اضطراب الدورة أو تقلب المزاج، يصبح اللجوء إلى الطبيب خيارًا حكيمًا. يمكن أن يسهم تعديل نمط الحياة ومراجعة الأدوية الهرمونية في استقرار الوضع تدريجيًا وتحسين التوازن.

2. التوتر يبرمج الجسم لتخزين الدهون

لا يفرّق الجسم بين التوتر النفسي والجوع الفعلي، فارتفاع هرمون الكورتيزول الناتج عن القلق أو الضغط المستمر يدفع الجسم إلى تخزين الطاقة على شكل دهون في المناطق السفلية عادةً عند النساء. غالبًا ما تُخزّن هذه الطاقة في الوركين والفخذين مع استمرار التوتر. يمكن أن تساعد خطوات بسيطة في تقليل التوتر مثل تمارين التنفّس، والتأمل، والمشي في الهواء الطلق في إعادة التوازن الكيميائي للجسم. كما أن التواصل الاجتماعي الإيجابي مع الأصدقاء والعائلة يقلل من أثر التوتر ويساعد على استعادة التوازن.

3. الجلوس الطويل يعطل عملية الحرق

أصبح الجلوس الطويل جزءًا من الحياة العصرية حيث يمضي الكثيرون ساعات أمام الشاشات، وهذا يبطئ عملية الأيض ويضعف عضلات الساقين. مع انخفاض النشاط اليومي، تُملأ السعرات تدريجيًا وتُخزّن كدهون مقارنة باستهلاكها. لذلك تُلاحظ زيادة تدريجية في الوزن في الجزء السفلي من الجسم. يمكن تحقيق فرق ملحوظ من خلال ممارسة نشاط معتدل مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة يوميًا خمس مرات أسبوعيًا، إضافة إلى تمارين تقوية للعضلات مرتين أسبوعيًا والحركة المستمرة خلال اليوم.

4. التغذية غير المتوازنة تغذي المشكلة

تسهم الأطعمة المصنعة والسكريات والمشروبات المحلاة في تحفيز تخزين الدهون، خصوصًا مع بطء الأيض بعد الثلاثين. كما أن الإفراط في الكربوهيدرات البسيطة دون تعويض بالبروتين والألياف يعزز ارتفاع الوزن في الجزء السفلي من الجسم. البديل الذكي هو اختيار وجبات تحتوي على بروتين خفيف، مثل الدجاج أو البقوليات، مع خضروات وألياف طبيعية للمساعدة على تقليل الشهية وتنظيم السكر في الدم. ويمكن تقليل السعرات بمقدار 400–500 سعرة حرارية يوميًا بهدف فقدان ثابت وآمن دون حرمان.

5. عندما تكون المشكلة طبية: الوذمة الشحمية

في بعض الحالات لا تكون الدهون الزائدة مجرد نتائج عادات غذائية بل حالة تعرف بالوذمة الشحمية، وهي اضطراب يسبب تراكم دهون غير طبيعية في الساقين والورك ويشعر المصابة بثقل أو ألم عند اللمس. غالبًا ما تتفاقم الأعراض مع التغيرات الهرمونية. متى تستشيرين الطبيب؟ عند ملاحظة انتفاخ غير متناسق أو صعوبة في الحركة أو تعب مستمر في الساقين، وهذا يستدعي تقييمًا طبيًا شاملاً. قد يشمل العلاج مزيجًا من حمية مناسبة، وتمارين منتظمة، واستخدام الجوارب الضاغطة، وفي بعض الحالات التدخل الطبي مثل شفط الدهون.

شاركها.
اترك تعليقاً