أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط اختتمت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 في القاهرة بعد ثلاثة أيام من المناقشات الرفيعة المستوى التي عُقدت تحت شعار “معًا من أجل مستقبلٍ أوفر صحة”. وتعد اللجنة الإقليمية الجهاز الرئاسي للمنظمة في الإقليم، وتضم وزراء الصحة وكبار المندوبين من الدول الأعضاء في الإقليم البالغ عددها 22 دولة وأرضًا لمعالجة قضايا الصحة العامة الحاسمة والاتفاق على استراتيجيات المنظمة. كما شارك في النقاش ممثلون عن المنظمات الشريكة وخبراء من منظمة الصحة العالمية.
أبرز القرارات والأولويات
اعتمدت الدورة الثانية والسبعين خمسة قرارات رئيسية تتناول تعزيز القوى العاملة الصحية وتوسيع الإتاحة العادلة للأدوية والتصدي لإدمان المواد المخدّرة. وتضمنت قرارات الوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاحات والتشجيع على التمنيع، مع وضع أهداف واضحة للتخلص من الحصبة الألمانية بحلول عام 2035 بما يتوافق مع خطة التمنيع العالمية حتى 2030. وتضمنت قرارات إطارًا إقليميًا لتعزيز الرعاية المُلطّفة في المستشفيات والرعاية الأولية والمجتمعات المحلية، وتوصيات لتقليل المخاطر البيولوجية وتعزيز السلامة في المختبرات. وتوصلت الدول إلى اتفاق على وضع خطة عمل تنفيذية جديدة للصحة وتغير المناخ في الإقليم لمواجهة التحديات المرتبطة بالحرارة الشديدة والجفاف وندرة المياه والعواصف الترابية وارتفاع مستويات البحر والنزوح بسبب التغير المناخي.
نداء القاهرة ومبادراته
وفي إطار الدورة، أوضح الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان أن “نداء القاهرة” يمثل التزامًا جماعيًا بمبادئ الإنصاف والابتكار والتعاون كأساس لبناء استجابة أكثر مرونة وشمولًا في الإقليم. وأشار إلى أن مبادرة نداء القاهرة تدعم الرعاية المتمحورة حول المريضة وتُعزز الكشف المبكر والتشخيص السريع والعلاج الشامل والرعاية الداعمة، مع التأكيد على أن شعار المؤتمر ليس مجرد قول بل واجب أخلاقي. وذكرت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن تجربة البحرين في خفض الإصابات عبر التوعية والفحوصات المبكرة، بينما أكد وزراء من السودان وجيبوتي أهمية التعاون والحملات التوعوية وتحديث أدوات الكشف. وفي ختام الحديث، أكدت الدكتورة حنان بلخي أن مصر تبذل جهودًا في تطوير أدوات الكشف وبناء منصات صحة رقمية وبناء شبكات إحالة مستقلة، مع دعم المجتمع الدولي والمبادرات العربية لتحقيق نداء القاهرة.
ختام وتطلعات المستقبل
وأعربت الدكتورة حنان بلخي في ختام الدورة عن تقديرها لجهود الدول الأعضاء وتأكيدها على التضامن الإقليمي كسبيل وحيد للمضي قدمًا، ودعت كل بلد إلى تعزيز التمويل المحلي والحرص على الكفاءة في استغلال الموارد والاستثمار في أنظمة صحية مركزة على الإنسان. وأكدت أن الصحة تمثل مسؤولية مشتركة وأن التحرك الجماعي يمكن أن يحوّل الأزمات إلى فرص لبناء نظم صحية أكثر صمودًا واستدامة. وأكدت أيضًا أن الدورة المقبلة ستنعقد في القاهرة عام 2026 لمواصلة دعم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التغطية الصحية الشاملة للجميع.


