أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب في اتحاد الصناعات، أن العالم يشهد واحدة من أعنف موجات شراء الذهب. سجلت الأونصة مستوى قياسيًا عند 4380 دولارًا، بزيادة 118 دولارًا في 24 ساعة، وتجاوزت مكاسب المعدن الأصفر 63% منذ بداية 2025. وأوضح أن الارتفاع يعود إلى موجة قوية من مشتريات البنوك المركزية حول العالم. أشار إلى أن الصين واصل شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، مع تدفقات ضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب. وأضاف أن الإقبال الاستهلاكي في آسيا، وخصوصًا الهند خلال موسم المهرجانات، يعزز الطلب.
وقال إن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تشكل وقودًا إضافيًا للصعود، خصوصًا مع تهديد واشنطن بفرض رسوم جمركية وتهديدات صينية مضادة. ولفت إلى أن هذه التطورات تدفع المستثمرين للتحوط عبر الذهب كملاذ آمن، ما يفسر الارتفاع المتسارع في الأسعار عالميًا. وتوقع أن يواصل الذهب ارتفاعه ويقترب من 4900 دولار للأونصة في المدى المتوسط وفق توقعات بنك جولدمان ساكس، خصوصًا إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي نهجه الحذر في خفض الفائدة. كما أكد أن تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأخيرة عززت توقعات المستثمرين بمزيد من التخفيض في الفائدة.
على الصعيد المحلي في مصر، أوضح واصف أن أسعار الذهب سجلت مستويات قياسية جديدة، حيث بلغ عيار 21 الأكثر تداولًا 5840 جنيهًا للجرام خلال التعاملات الجمعة، بعدما تجاوز الحاجز 5800 جنيه للمرة الأولى في تاريخه. وأشار إلى أن هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بصعود الأونصة عالميًا، بينما ظل تأثير سعر صرف الدولار محدودًا نسبيًا بسبب المناخ الصعودي. وأكد أن السوق تشهد هدوءًا في المبيعات رغم الارتفاعات المتتالية، وأن المتعاملين يترقبون اتجاه الأونصة العالمية مع غياب مؤشرات على أي تصحيح هبوطي.
وشدد على أن الاتجاه العام ما زال صاعدًا عالميًا ومحليًا، مع توقعات باستمرار الطلب القوي كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. وذكر أن عام 2025 يسجل حتى الآن أداءًا تاريخيًا للذهب، وهو ما قد يعيد رسم خريطة الاستثمارات العالمية في الأصول الآمنة خلال السنوات المقبلة.