أعلنت أبحاث أجنبية حديثة عن وجود علاقة وثيقة بين بكتيريا الأمعاء وفقر الدم المنجلي. وتوضح النتائج أن توازن الميكروبيوم قد يخفف الأعراض ويقلل المضاعفات المرتبطة بالمرض. ونشرت النتائج على موقع PubMed، مع الإشارة إلى أن اضطراب الميكروبيوم المعوي قد يزيد الالتهاب ويضعف الحاجز المعوي ويرتبط بتسرب البكتيريا إلى الدم. كما يبيّن البحث أن هذه العوامل تفسر النوبات المؤلمة لدى المرضى.

دلالات التوازن الميكروبي

أجريت الدراسة في أنغولا على أطفال مصابين بالمنجلية. وأظهرت أن Hydroxyurea يعزز تنوع البكتيريا المفيدة مثل Faecalibacterium وRoseburia. وهذه البكتيريا تفرز أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تقلل الالتهاب وتحسن صحة الجهاز الهضمي. وتشير النتائج إلى أن التغير في الميكروبيوم قد يخفف الأعراض أيضاً.

نتائج واعدة في التجارب الحيوانية

أظهرت تجارب على فئران مصابة بفقر الدم المنجلي أن نقل الميكروبيوم من فئران سليمة أدى إلى تحسن صحة العظام وتقليل الالتهاب. وارتبط هذا التحسن بتفعيل مستقبلات الأحماض الدهنية GPR41 وGPR43 وزيادة مستوى هرمون IGF1 المسؤول عن تجدد الأنسجة. وتشير النتائج إلى أن تعديل الميكروبيوم قد يخفض الالتهابات ويحسن الاستجابة للعلاج في نماذج المرض.

لكن النتائج تعتمد على نماذج حيوانية ولا يمكن تعميمها على البشر مباشرة. ولذلك تتطلب الترجمة السريرية مزيداً من الدراسات في البشر. كما أن السلامة والفعالية لاستخدام تقنيات مثل نقل الميكروبيوم (FMT) ما زالت قيد التقييم.

آفاق علاجية مستقبلية

يؤكد العلماء أن تحسين النظام الغذائي أو استخدام البروبيوتيك والبريبيوتيك قد يساعد في استعادة توازن الميكروبيوم وتقليل الالتهابات لدى مرضى فقر الدم المنجلي. وتسهم هذه الاستراتيجيات في دعم العلاجات القائمة وتحسين جودة الحياة. ومع أن هذه النتائج مشجعة، تظل الأدلة السريرية محدودة ولا يجوز الاعتماد على تعديل الميكروبيوم وحده كعلاج كامل حتى تتوفر بيانات أكثر.

وختاماً، تبقى السلامة والجدوى لتقنيات مثل نقل المايكروبيوم قيد التقييم في الدراسات الجارية. ويؤكد الباحثون أن التقدم العلمي يتطلب مزيداً من البحث قبل اعتماد هذه المقاربة كخطة علاجية رسمية. إجمالاً، يمكن اعتبار هذه النتائج خطوة واعدة نحو أن يكون للميكروبات دور مساعد في تقليل المضاعفات وتحسين الاستجابة للعلاجات الحالية.

شاركها.
اترك تعليقاً