توضح المصادر الطبية أن قلة ضوء النهار خلال أشهر الشتاء قد تساهم في حدوث اضطراب عاطفي موسمي، وهو نوع من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات الموسمية، وعادة ما يبدأ في الخريف ويستمر حتى أواخر الشتاء وتتحسن الأعراض مع حلول فصل الربيع. وتُشير الأبحاث إلى ظهور مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعًا لدى المصابين، بما في ذلك الحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادين عليها. كما يلاحظ أن هذه الحالة قد تتطور تدريجيًا وتؤثر في الطاقة والتركيز وأنماط النوم بشكل ملموس.
أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي
يعاني المصابون عادة من شعور بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها. تظهر عليهم تغيّرات في الشهية، غالبًا زيادة الرغبة في تناول الكربوهيدرات وتغيرات في الوزن. كما تتغير عادات النوم وتتزايد التعب وعدم الطاقة على الرغم من الحصول على قسط كافٍ من النوم. وتتسع صعوبات التفكير والتركيز وتزداد الحركة البطئية أو التوتر في السلوك في بعض الحالات.
تشير المعايير إلى أن الاضطراب العاطفي الموسمي يتضمن شعورًا بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة. كما يحدث تغيّر في الشهية غالبًا مع ميل إلى تناول الكربوهيدرات وزيادة في الوزن، إضافة إلى تغيّر في نمط النوم وإحساس بالتعب المستمر. يعاني البعض من انخفاض القدرة على التفكير والتركيز ووجود صعوبات في اتخاذ القرارات أو الحركة البطيئة في الكلام والسلوك. وفي الحالات الأشد، قد تتفاقم المشاعر وتظهر أعراض اليأس والذنب ووجود أفكار الموت أو الانتحار.
تؤثر أعراض اليأس والذنب والقلق والشعور بفقدان القيمة على الأداء اليومي، وقد يعاني بعض المرضى من صعوبات في الخروج من المنزل أو الاستمرار في الأنشطة المعتادة. يتفاوت ظهور الأعراض في شدتها من شخص لآخر وتكون أكثر وضوحًا خلال أسابيع الشتاء القاتمة. وتتطلب الحالة في بعض الحالات إشرافًا طبيًا وتقييمًا دقيقًا لاختيار خطة العلاج المناسبة.
طرق العلاج والرعاية الذاتية
تُعتمد خطة العلاج عند تشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي غالبًا على مزيج من العلاج بالضوء ومكملات فيتامين د والعلاج السلوكي المعرفي وربما أدوية مضادة للاكتئاب، وذلك وفق تقييم الطبيب المعالج. تركز الرعاية الذاتية على اتباع نمط ثابت يساعد في منع تفاقم الأعراض، ويمكن للمرضى تطبيق استراتيجيات وقائية فعّالة قبل ظهور الأعراض الشديدة.
اعتمد روتينًا يوميًا للمشي يساعد على تحسين المزاج من خلال تدفق الهواء النقي وتغيير الجو أثناء ممارسة الرياضة. أضف فيتامين د إلى نظامك الغذائي وتناقش مع أخصائي تغذية أو طبيب حول النوع والكميات المناسبة لك. خطط للأنشطة الممتعة والتزم بمزاولتها بانتظام، وحرص على التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة فالتواجد مع الآخرين يعزز المزاج ويساعد في التركيز.
العلاج بالضوء الساطع باستخدام مصباح خاص يعتبر خيارًا فعالًا في تخفيف أعراض الشتاء، كما أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أثبت فعاليته في نتائج تدوم لفترة طويلة مقارنةً بطرق علاجية أخرى. في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بالأدوية المضادة للاكتئاب كجزء من خطة العلاج أو بجانب العلاج بالضوء. قضاء الوقت في الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس خلال النهار قد يحسن الأعراض ويزيد من الطاقة بشكل عام.


