تشير الدراسات إلى أن القيلولة ليست مجرد راحة عابرة بل أداة لتعزيز اليقظة والصحة البدنية والعقلية معًا. توضح النتائج أن القيلولة تساعد في إعادة شحن الطاقة وتحسين المزاج وزيادة القدرة على الاستعداد للأنشطة التالية. كما تظهر الأدلة أن القيلولة القصيرة يمكن أن تعزز الأداء المعرفي وتقلل من تأثير التعب خلال النهار. يؤكد الأطباء وخبراء النوم أن إدراج القيلولة كجزء من روتين العناية بالنفس يؤدي إلى فوائد ملموسة للجسم والعقل.
تغير النوم مع التقدم في العمر
توضح الدكتورة كريستينا بالانج، أستاذة مساعدة في طب الشيخوخة بجامعة أريزونا، أن النوم يتغير بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، فغفو العيون قد يستغرق وقتًا أطول وتزداد احتمالية الاستيقاظ خلال الليل. وتشير بيانات المعاهد الوطنية للصحة إلى أن كبار السن يستيقظون ثلاث إلى أربع مرات في الليل، كما يقل زمن النوم العميق الذي يحتاجه الجسم لإعادة النشاط وإصلاح الخلايا. وتذكر بالانج أن هناك عوامل كثيرة قد تضعف جودة النوم الليلي منها الاكتئاب أو التوتر النفسي والآلام المزمنة واضطرابات التنفس كالتوقف التنفسي أثناء النوم. كما تبين أن بعض الأدوية، خصوصًا مدرات البول ومسكنات الألم، قد تؤثر سلبًا في النوم. لذلك تُعتبر القيلولة وسيلة طبيعية لاستعادة التوازن والطاقة خلال أيام الحياة اليومية.
كيف تفيد القيلولة الدماغ؟
عندما يتعب العقل تظهر أعراض مثل الارتباك الذهني وضعف التركيز وصعوبة اتخاذ القرار. تشير أبحاث حديثة إلى أن القيلولة القصيرة بعد الظهر لدى كبار السن الذين اعتادوا القيلولة يظهرون تحسنًا في اختبارات الذاكرة مقارنة بمن لم يتلقوا قيلولة على الإطلاق. كما أن دراسة من كلية لندن الجامعية أشارت إلى أن القيلولة المنتظمة يمكن أن تبطئ معدل انكماش الدماغ المرتبط بالتقدم في العمر وتساهم في الحفاظ على حجم الدماغ كإشارة لصحة إدراكية أفضل. وبالمحصلة، فإن القيلولة لا تعيد النشاط فحسب بل تساهم أيضًا في الحفاظ على شباب الدماغ لفترة أطول.
نصائح لقيلولة مثالية
اختر التوقيت المناسب: من الأفضل أن تكون القيلولة بعد الظهر عندما تنخفض اليقظة الطبيعية. يجب أن تكون قبل النوم الليلي بست إلى سبع ساعات، فإذا كنت ستنام في العاشرة مساءً فاجعل قيلولتَك في الثالثة عصرًا. يفضَّل ألا تتجاوز القيلولة 40 دقيقة لضمان الاستيقاظ بنشاط وتجنب الخمول بعد الاستيقاظ. هيئ بيئة هادئة ومظلمة وتجنب الضوضاء، ويمكن استخدام ستائر داكنة أو قناع عينين وسدادات أذن إذا لزم الأمر.
أمور إضافية حول القيلولة
قد يبدو غريبًا، لكن تناول كوب قهوة قبل القيلولة يمكن أن يعزز اليقظة عند الاستيقاظ، فالكافيين يبدأ تأثيره نحو 20 دقيقة وهو وقت تقريبي عند نهاية القيلولة. إذا لم تتمكن من النوم فعليًا، فاستهدف الاسترخاء العميق من خلال التنفس الهادئ وتخفيف التوتر حتى ينخفض القلق وتتحسن المزاج. حتى في غياب النوم، يمكن لتهدئة العقل والتنفّس المتعمد أن يمنحا أثرًا مهدئًا يساعد في التهيئة لبقية اليوم.
توضح الفوائد المرجوة أن القيلولة تقدم قيمة صحية عند استخدامها باعتدال وبما يتناسب مع روتين الشخص واحتياجاته. يجب أن يراعى التوقيت ومدى الاعتماد على القيلولة لتجنب الإخلال بالنوم الليلي. إن دمج القيلولة كعنصر من العناية اليومية يتطلب تقييم الوضع الصحي ونمط الحياة لضمان فاعلية مستمرة.