تؤكد التغيرات في الرؤية وجود احتمالية لوجود مشكلات صحية مخفية. وتشير المصادر الطبية إلى أن هذه التغيرات قد تكون من أولى العلامات لمجموعة من الحالات مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم أو مشكلات عصبية. وتبرز أهمية فحوصات العين كوسيلة للكشف المبكر. وتهدف إلى توعية القراء بأهمية متابعة صحة العين كعنصر وقائي.
مرض السكري وصحة العين
يكشف داء السكري اعتلال الشبكية الناتج عن تضرر الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين. في المراحل المبكرة قد يؤدي الاعتلال إلى تشوش الرؤية، ظهور أجسام عائمة، ومشكلات في الرؤية الليلية. كثير من المرضى يُكتشفون وجود السكري أثناء فحوصات العين الروتينية حيث يستطيع أطباء العيون رصد تغييرات بسيطة قبل ظهور أعراض أخرى. ولهذا السبب تعتبر فُحوصات العين وسيلة فعالة للكشف المبكر عن السكري والوقاية من فقدان البصر.
ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على العين
يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يضر بالجسم دون أن يشعر الشخص بوجود مشكلة لسنوات، وتعتبر العين أحد الأعضاء الأكثر تأثّرًا. وتبرز التغيرات الناتجة عن ارتفاع الضغط إلى اعتلال الشبكية المرتبط بتضيق الأوعية الدموية في الشبكية أو تسرب السوائل، ما قد يؤدي إلى تشوش الرؤية أو صداع وربما فقدان الرؤية المفاجئ. وتسهم فحوصات العين الدورية في الكشف عن علامات ارتفاع ضغط الدم قبل أن يُدرك المريض مرضه، مما يجعل العلاج المبكر ممكنًا ويقلل مخاطر السكتة الدماغية أو أمراض القلب. وكلما تم الاكتشاف مبكرًا، زادت فرص التحكم في الحالة وتقليل المخاطر.
الحالات الدماغية والأعصاب
يرتبط العصب البصري بالدماغ كحلقة وصل أساسية، لذا فإن أي تغير في الرؤية قد يشير إلى وجود مشكلات عصبية. وقد يظهر ازدواج الرؤية المفاجئ أو فقدان مجال الرؤية أو صعوبة تحريك العينين كعلامات خطيرة تدل على وجود ورم في الدماغ أو مرض التصلب المتعدد أو علامات مبكرة للسكتة الدماغية. وفي بعض الحالات قد يحدث ارتفاع ضغط على الدماغ نتيجة صدمة أو ورم أو تراكم السوائل، وتظهر علامات مثل وذمة الحليمة البصرية على الفحص وتستلزم تدخلاً طبيًا فوريًا. يمكن اكتشاف العديد من هذه الحالات مبكرًا من خلال فحص العين الشامل قبل ظهور الأعراض، لذا يجب أن تكون صحة العين جزءًا من النهج الوقائي الشامل للرعاية الصحية، حتى وإن لم تحتاج إلى نظارات.