يُبرز الحفاظ على ضغط الدم الصحي أثناء الحمل أهمية كبيرة لصحة الأم والجنين. فبينما يثير ارتفاع الضغط مخاطر مثل تسمم الحمل، يظل انخفاض الضغط أيضاً مسألة تستحق المتابعة المستمرة. فحتى لو كان الانخفاض الخفيف غالباً غير ضار، إلا أن انخفاض الضغط المفاجئ أو المصحوباً بأعراض كالدوار والإغماء قد يشكل خطراً على الأم والجنين.

أسباب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل

يرتبط انخفاض ضغط الدم غالباً بالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل، إذ تتسع الأوعية الدموية لاستيعاب زيادة تدفق الدم إلى الرحم ويؤدي ذلك إلى انخفاض الضغط غالباً خلال الثلثين الأول والثاني. ويعود الضغط عادة إلى مستوياته قبل الحمل في الثلث الثالث. كما أن الجفاف الناتج عن قلة السوائل أو القيء المستمر يساهم في نقص حجم الدم وخفض الضغط. وتلعب العوامل المرتبطة بنقص التغذية مثل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو نقص حمض الفوليك وفيتامين ب12 دوراً أيضاً.

أعراض انخفاض الضغط أثناء الحمل

تشير الأعراض إلى انخفاض الضغط وتضم الدوار أو الدوخة عند الوقوف، ونوبات الإغماء أحياناً، والشعور بالغثيان والتعب. كما قد يصاحبها صعوبة في الرؤية وبشرة شاحبة أو باردة. في بعض الحالات لا تلاحظ الحامل وجود أعراض رغم انخفاض الضغط، لذا فإن المتابعة الشهرية للمراجعة ضرورية.

المخاطر المرتبطة بانخفاض الضغط

عادةً لا يسبب انخفاض الضغط الخفيف ضرراً، لكن الانخفاض الشديد أو المفاجئ قد يؤدي إلى السقوط أو الإغماء بسبب الدوار. كما قد يقل وصول الدم إلى الأعضاء الحيوية بما فيها المشيمة، مما قد يؤثر في نمو الجنين. وفي حالات نادرة، قد يكون انخفاض الضغط علامة على وجود نزيف داخلي أو مشاكل قلب أو حمل خارج الرحم، وهذا يستدعي رعاية طبية فورية.

تشخيص انخفاض الضغط

يُقاس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس موثوق داخل العيادة أو في المنزل، وتساعد المراقبة المنتظمة الطبيب على تحديد ما إذا كانت القراءات ضمن النطاق الآمن أم لا. وتلعب متابعة القياسات المنتظمة دوراً في استبعاد الحالات الكامنة وتحديد الحاجة لإجراءات إضافية. كما قد تتضمن التقييمات فحوصاً مخبرية أو متابعة مستمرة خلال زيارات الحمل.

علاج وإدارة ضغط الدم

لا يتطلب العديد من حالات انخفاض الضغط أثناء الحمل علاجاً دوائياً، وتتركز الرعاية على معالجة الأعراض وأي أسباب كامنة. وتتشدد الإدارة على الحفاظ على الترطيب وتعديل العادات الغذائية ومراقبة الأعراض بالتشاور مع الطبيب قبل تعديل أي دواء موصوف. وفي حالات محدودة قد يوصي الطبيب بمكملات غذائية مثل الحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب12 إذا كان هناك نقص مثبت. هذه الإجراءات تسهم في حماية الأم والجنين وتخفيف المخاطر.

إجراءات منزلية ونمط الحياة

توفر التعديلات البسيطة في أسلوب الحياة حماية فعالة من انخفاض الضغط. حافظي على رطوبة كافية بتناول الماء والسوائل على مدار اليوم وتجنبِي التعرّض للجفاف. تناولي وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب انخفاض سكر الدم، وتذكري أن النهوض من الجلوس أو النوم يجب أن يتم ببطء لتفادي الدوار. ارتدي ملابس فضفاضة وارتخاء في الحركة، واحرصي على الراحة الكافية لتخفيف التوتر وتحسين الدورة الدموية.

متى تستدعي الرعاية الطبية

يجب استشارة الطبيب فوراً إذا ظهر انخفاض ضغط الدم بشكل حاد أو إذا صاحبها أعراض خطيرة مثل الإغماء المتكرر أو ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس أو علامات فقر الدم. قد يوصي الطبيب بتعديل في الأدوية أو إضافة مكملات غذائية إذا كان هناك نقص، كما يتم إجراء متابعة دقيقة في هذه الحالات لضمان استقرار الضغط ونمو الجنين. كما يوصى بإجراء فحوص متابعة منتظمة خلال فترة الحمل لمراقبة الضغط والتأكد من عدم وجود مضاعفات.

شاركها.
اترك تعليقاً