أوضحت دار الإفتاء أن الوضوء قبل النوم، أو قبل الأكل والشرب، أو قبل معاودة جماع الزوجة مستحب عند جمهور الفقهاء وليس واجبًا. وتذكر أن للوضوء فضائل كثيرة نصت عليها النصوص الشرعية، منها محبة الله للمتطهرين وأن الوضوء من أسباب مغفرة الذنوب. وتشير إلى أن الحديث يبين أن غسل وجهه ثم يديه مع الماء يخرج من الذنوب ما نظر إليه بعينه مع الماء، وأنه يظل طاهرًا حتى يخرج نقياً من الذنوب. وهذه النصوص تبرز مكانة الوضوء في التعظيم والتقرب إلى الله عز وجل.

الأدلة والآراء الفقهية

أجمع جمهور الفقهاء على أن الوضوء للنوم أو للأكل والشرب أو لمعاودة الجماع مستحب وليس واجبًا. واستدلوا بأحاديث منها ما روته عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضأ. كما رُوي عن أحمد والترمذي أن النبي رخص للجنب إذا أراد أكلًا أو شربًا أو نومًا أن يتوضأ، وذكر النووي أن العزيمة في هذه الحالة هي الاستحباب وأن الوضوء ليس فرضًا. وخالفهم بعض الظاهرية فاعتبروا وجوب الوضوء في هذه الأحوال، لكن جمهور الفقهاء يجمعون على الاستحباب وليس الوجوب.

الخلاصة أن الوضوء للنوم، أو قبل الأكل والشرب، أو قبل معاودة جماع الزوجة مستحب وليس واجبًا، وهو ما تؤكده أدلة النصوص والمتون الفقهية. ويُستحب التزام السنة في ذلك كسبًا للأجر وللتطهر، مع مراعاة اختلاف الرأي بين الاستحباب والوجوب في بعض الأقوال. بناءً على ذلك، يبقى الحكم النهائي مبنيًا على الدليل والتفسير، وأن الوضوء في هذه الحالات يحقق التطهر والتقرب إلى الله تعالى بدون فرض الواجب في الجميع.

شاركها.
اترك تعليقاً