أعلن فريق من جامعة وارويك البريطانية نتائج دراسة حديثة كشفت أن النوم ليس نمطاً واحداً بل سلوكاً متنوعاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمات النفسية والعاطفية والصحية لكل فرد. وأوضح الباحثون أن هناك خمسة أنماط نوم رئيسية ترتبط مباشرة بسمات شخصية محددة مثل الإبداع والمرونة والسعي للكمال والقلق. كما أشاروا إلى أن الطريقة التي ننام بها ووقت النوم ومدى الراحة أثناء الاستيقاظ تشكل مؤشرات دقيقة على كيفية تفكيرنا وانضباطنا في مواجهة ضغوط الحياة. وتؤكد الدراسة أن هذه الأنماط ليست ثابتة، بل يمكن أن تتغير وفق نمط الحياة والعادات اليومية.

الأنماط الخمسة للنوم

المنجز في الصباح الباكر

يبدأ هذا النمط يومه مع شروق الشمس ويضع جدوله اليومي منذ الساعات الأولى. يتميز غالباً بالانضباط والتفاؤل ويكون موثوقاً في العمل والدراسة. إلا أن الإفراط في الالتزام قد يسبب إرهاقاً ذهنياً وجسدياً إذا لم يمنح نفسه فترات راحة كافية.

الشخص الذي ينشط ليلاً

يعتمد هذا النوع على ساعات الليل المتأخرة في الإبداع والعمل والتفكير. يتمتع بقدر عالٍ من الانفتاح الذهني والخيال، ما يعزز قدرته على الابتكار. لكنه غالباً ما يواجه صعوبة في الالتزام بروتين صباحي ثابت مما يؤدي إلى اضطرابات في المواعيد وتعب مستمر.

الشخص الذي يغير وقت نومه

لا يلتزم بجدول نوم محدد، فقد ينام باكراً يوماً ويأتي السهر حتى الفجر في يوم آخر. يعكس هذا النمط عفوية ومرونة في السلوك، ولكنه يرتبط بتوتر عاطفي وزيادة سرعة الانفعال. كما يتغير المزاج سريعاً وهو ما يجعله أكثر عرضة للإجهاد بسبب اضطراب ساعات النوم.

النائم بلا مجهود

هؤلاء ينامون بسهولة ويستيقظون مرتاحين دون أرق أو تفكير زائد. يظهر عليهم استقرار نفسي وعاطفي قوي ومقدرة عالية على التعامل مع الضغوط اليومية. يميلون إلى الشعور بالرضا الداخلي وانخفاض مستوى القلق مقارنة بغيرهم.

القلق المضطرب

يصارع هذا النمط في الفراش لساعات طويلة، فيركز تفكيره على تفاصيل يومه ومشاكله، ويستيقظ كما لو أنه لم يسبق له النوم. يتميز بضمير حي ورغبة في الكمال، ولكنه يعيش تحت ضغط نفسي مستمر. وهذا يصنع له إحساساً بالإرهاق والتعب المستمرين ويزيد من حاجة تعلم أساليب الاسترخاء وإدارة القلق.

النوم مرآة الشخصية

تؤكد النتائج أن هذه الأنماط ليست ثابتة بل يمكن أن تتغير مع تغيّر الأنماط الحياتية والعادات اليومية. فممارسة الرياضة المنتظمة، وتقليل استخدام الشاشات قبل النوم، وتطبيق تمارين التأمل أو اليوغا يمكن أن تساعد الشخص على الانتقال من نمط نوم مضطرب إلى نمط أكثر استقراراً وهدوءاً. وبذلك يعكس النوم تغيّراً في الشخصية وقدرات الفرد على مواجهة التحديات.

شاركها.
اترك تعليقاً