توضح عبد الله في تصريحات تليفزيونية أن الحالة تحمل جميع العوامل التي تسهم في اضطرابات السلوك، وتشير إلى أن هذا السن يعاني من اضطرابات سلوكية وهرمونية وعصبية تجعل الفرد في حالة عدم اتزان طبيعي، إضافة إلى الانفصال الأسري وعدم الاستقرار، وقضاء الطفل وقتًا طويلًا بمفرده وتعلقه بمحتوى الإنترنت دون رقابة. ويُحمِّل الطفل مسؤولية إخوته في هذا العمر، مما يزيد الضغط النفسي عليه، إضافة إلى استخدامه الجانب الأسوأ من وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدته أفلامًا تحتوي على مشاهد عنف ومحاولة تنفيذ ما يشاهده.

العوامل المؤثرة في سلوك المراهق

شددت على أن أبرز سمات هذه المرحلة العمرية هي الرغبة في إثبات الذات والعند ومحاولة تأكيد الكيان، وهي صفات قد تُستغل بشكل سلبي في ظل العوامل الضاغطة الأخرى. وتؤكد أن هذه الصفات تترسخ في سلوك المراهق وتؤثر في تفاعلاته اليومية مع محيطه. وتؤكد أيضًا أن هذه المرحلة تحتاج إلى رعاية وتوجيه خاصين لتخفيف آثار الضغوط.

الإطار العام لاستجابة المجتمع والإعلام

كما كشفت عن الإطار العام لتعامل المجتمع والإعلام مع مثل هذه الجرائم، مشيرةً إلى نقطتين في غاية الخطورة. الأولى تتعلق ببطء الإجراءات القضائية، وتعبِّر عن أسفها الشديد للبطء في التقاضي وتنفيذ الأحكام في الجرائم التي تهز الرأي العام. وأشارت إلى قضية المتهم بقتل داليا الحوشي، الذي نجا من العقوبة بسبب قانون الطفل. كما انتقدت بشدة طريقة معالجة الإعلام والدراما لقصص الجرائم، حيث يتم تقديم القاتل بصورة البطل وبمصاحبة موسيقى تصويرية تُثير التعاطف.

وأكدت أن مشاهدة الجرائم علنًا عبر وسائل الإعلام تخلق تطبيعًا نفسيًا وبرمجة لاواعية لدى الأفراد، فتقبل تدريجيًا مشاهد الدم والعنف. وأشارت إلى رواية متداولة على لسان أحد الجيران حول قيام المراهق بأكل لحم السمان والتعليق على طعمه، مؤكدةً أن صحة المعلومة غير مؤكدة، لكنها إن صحت فتعكس درجة العنف والانتقام التي نتجت عن خلفية مركبة. وأضافت أن ذلك لم يأتِ من فراغ بل هو نتاج خلفية مركبة من العوامل النفسية والاجتماعية.

أثر مشاهدة الجرائم وروايات الجيران

واختتمت حديثها بتوجيه رسالة إلى الأسر بضرورة تعزيز الرقابة الأسرية وتوفير بيئة آمنة ومراقبة مناسبة. وأعربت عن أسفها لوقوع مثل هذه الحوادث المأساوية وتمنت الشفاء للطفل الضحية وعائلته. دعت إلى تعزيز الوعي والمراجعة المستمرة للاستخدام الرقمي وتطوير آليات الدعم النفسي والتوجيه الأسري.

شاركها.
اترك تعليقاً