كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو في فنلندا عن طريقة بسيطة يمكن أن تسهم في الحفاظ على الصحة وتحسين عملية الأيض في الجسم. وأوضحت أن تقليل مدة الجلوس اليومية بنصف ساعة فقط يمكن أن يحقق تحسناً ملحوظاً في استقلاب الجسم، حيث يصبح أكثر كفاءة في استخدام الدهون والكربوهيدرات لإنتاج الطاقة. وأشارت الدراسة إلى أن الأنشطة الخفيفة مثل المشي القصير أو الوقوف قد تسهم في استعادة المرونة الأيضية، وهي القدرة على التبديل بين مصادر الطاقة بكفاءة، وفقاً للباحثة لينتا رو.
شملت الدراسة 64 مشاركاً يتمتعون بمستوى نشاط بدني منخفض وكانوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وبعد متابعة استمرت ستة أشهر، لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين قللوا فترات جلوسهم اليومية تحسنت لديهم مؤشرات التمثيل الغذائي وزادت قدرتهم على حرق الدهون. كما تبين أن التأثير كان واضحاً بشكل خاص لدى من يعانون من زيادة الوزن.
أثر تقليل الجلوس اليومي
أوضح الباحثون أن تقليل الجلوس يعزز التمثيل الغذائي ويزيد من فعالية استهلاك الطاقة حتى مع انخفاض مستوى النشاط العام. وأشاروا إلى أن الفئة المصابة بزيادة الوزن هي الأكثر استفادة من هذا التغيير البسيط في الروتين اليومي، ويمكن أن يشكل خطوة أولى للوقاية من السكري وأمراض القلب. وتؤكد النتائج أن إدراج فترات حركة قصيرة خلال اليوم قد يسهم في الحفاظ على صحة الأيض وتحسين مرونته.
وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً تقلل من خطر الوفيات الناتجة عن أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والمفاصل وبعض أنواع السرطان. وتؤكد هذه النتائج أن تقليل الجلوس بقدر بسيط يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجيات الصحة العامة التي تشمل زيادة النشاط البدني اليومي بشكل منتظم. كما تشدد على أن التغييرات الصغيرة في العادات اليومية قد تترجم إلى فوائد صحية ملموسة على المدى الطويل.