أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا أن الفواكه والخضروات ذات اللون البنفسجي تحمل فوائد صحية عديدة للجسم. وتضرب أمثلة مثل التوت البنفسجي والكشمش الأسود والبطاطس الحلوة الأرجوانية والكرنب الأرجواني. وأشارت النتائج إلى أن هذه الأطعمة يمكن أن تسهم في تحسين التعافي بعد التمرين وحماية الخلايا من التلف والشيخوخة بفضل خصائصها المضادة للأكسدة. وترجع هذه الفوائد إلى مركبات الأنثوسيانين الموجودة فيها، وهي الصبغات الطبيعية التي تعطي النباتات لونها البنفسجي وتعمل كمضادات أكسدة قوية تقلل الالتهابات وتدعم صحة القلب والأوعية الدمويّة، بحسب لينتا رو.
آليات التأثير والامتصاص
ويمكن للأنثوسيانينات أن تؤثر في مسارات خلوية مثل Nrf2 وNF-κB، مما يساعد الجسم على مقاومة الإجهاد التأكسدي. وهذا أمر مهم لأن الإجهاد التأكسدي يعد العامل الأساسي للإرهاق والتلف الخلوي الناتج عن التمارين المكثفة. أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون أطعمة غنية بالأنثوسيانين يظهرون تكيفا أسرع مع النشاط البدني ومقاومة أعلى للأمراض المزمنة. كما أن نسبة امتصاص الأنثوسيانين في الجسم تكون منخفضة، حيث تصل إلى نحو 2% من الجرعة التي تصل الخلايا.
وتبحث الدراسات عن تعزيز هذه الفاعلية من خلال تطوير أشكال مغلّفة بالكبسولات والمستحضرات المستحلبة النانوية، كما يوصى بدمج الأطعمة البنفسجية مع فيتامين C لتعزيز الامتصاص. وهذا يعكس الاهتمام العلمي بزيادة التوافر الحيوي لهذه المركبات وتحسين فائدتها الصحية المحتملة عبر التطبيق الغذائي والدوائي. كما تشير النتائج إلى أن تعزيز التوافر الحيوي قد يسهم في تعزيز الفوائد المرتبطة بالتعافي الرياضي والوقاية من الأمراض إذا استُخدم ضمن إطار نظام غذائي متوازن.