تُعد الفترة من 7 إلى 12 عامًا من أدق المراحل التي يتكون فيها وعي الطفل وترسخ قيمه الأساسية. خلال هذه الفترة يبدأ الطفل باكتشاف العالم الخارجي بعين أكثر وعيًا، ويكون تصوراته عن ذاته والمجتمع من حوله. لكن هذه المرحلة الحساسة قد تصبح أرضًا خصبة لظهور سلوكيات سلبية مثل العناد، أو الكذب، أو التهرب من المسؤولية إذا غابت الرقابة الواعية من الأسرة. ومن هنا تبرز أهمية التوجيه الواعي من الأسرة.

فهم السبب قبل العقاب

تؤكد القواعد الفعالة ضرورة فهم السبب وراء السلوك قبل اللجوء إلى العقاب. قد يعود السلوك السلبي إلى تعب أو خوف أو رغبة في جذب الانتباه. لذا يجب التوقف عند التصرف ودراسة الدافع كمدخل لعلاج السلوك من جذوره. فالعمل بالعقاب دون فهم الدافع لا يمنع التكرار بل يعكس ظهور أشكال أخرى من السلوك.

لغة هادئة وواضحة

تستخدم الأسرة لغة هادئة وواضحة عند التعامل مع الطفل. لا يتجاوب الطفل مع الصراخ أو التهديد، بل يحتاج إلى تواصل مباشر. تتضمن العبارات المحددة والهادئة مثل: “أنا غير راضية عن هذا التصرف لأنه يؤذي غيرك” فرقًا واضحًا عن عبارات التجريح مثل: “أنت طفل سيئ”.

المكافأة على السلوك الإيجابي

تكمن قوة المكافأة في تشجيع السلوك الإيجابي عند الالتزام بالتصرف. عندما يلتزم الطفل أو يتصرف بصدق، يجب الثناء عليه فورًا ليشعر أن السلوك الإيجابي يجذب انتباهك. المكافأة ليست بالضرورة مالًا أو هدايا، فقد تكون كلمة طيبة أو وقتًا إضافيًا للعب أو عناقًا صادقًا.

الثبات في القواعد

يظل ثبات القواعد أساسًا لتدريب السلوك. يجب أن تكون القواعد واضحة وثابتة وتطبق في جميع المواقف دون تباين. التساهل في موقف والتشدد في آخر يربك الطفل ويضعف شعوره بالمسؤولية. الثبات يمنح الطفل إحساسًا بالأمان ويعلمه أن لكل فعل عاقبة واضحة.

المشاركة في الحلول

تشارك الأسرة الطفل في وضع الحلول عندما توجد مشكلة. تسأل: “ما رأيك كيف يمكن أن نحل المشكلة؟” هذا الأسلوب يعزز لديه الشعور بالمسؤولية وتنمي قدرته على التفكير في العواقب واتخاذ قرارات أكثر نضجًا.

كوني قدوة بالسلوك المرغوب

كوني قدوة في السلوك الذي تريدينه. الأطفال في هذا العمر يقلدون الأفعال أكثر من الاستجابة للكلمات. إذا رغبتِ في الهدوء، فكوني هادئة واثبتِ على وعودك وتصرفاتك. القدوة اليومية هي أقوى وسيلة تربوية.

شاركها.
اترك تعليقاً