أشارت نتائج دراسة ABCD إلى أن قضاء المراهقين وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي خلال نموهم يرتبط بانخفاض الأداء الإدراكي، مع تأثير واضح في اختبارات اللغة والذاكرة. وتضمنت البيانات تحليل 6,554 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا تم اختيارهم من مبادرة التطور المعرفي لدماغ المراهقين. واستخدم الباحثون مجموعة NIH Toolbox Cognition Battery لقياس مهارات مثل القراءة الشفهية والذاكرة والمتغيرات الإدراكية الأخرى، مع رصد التغيرات عبر ثلاث مراحل زمنية تمت من 2016 إلى 2020.
أظهر التحليل أن الأغلبية من المشاركين كان لديهم استخدام منخفض أو معدوم لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث بلغت النسبة 57.6%، بينما بلغت نسبة المجموعة التي لديها استخدام منخفض ولكنه في ارتفاع تدريجي 36.6%، واحتلت فئة صغيرة جدًا بنسبة 5.8% مكانها بالاستخدام المرتفع والمتزايد مع مرور الوقت. وكشف الاختبار أن المجموعة ذات الاستخدام المتزايد سجلت أدنى الدرجات في عدة مهارات معرفية، وخاصة في اللغة والذاكرة، في حين سجلت المجموعة التي لديها استخدام منخفض جدًا أو معدوم أعلى الدرجات إجمالًا. وتؤكد النتائج ضرورة وضع قيود عمرية أكثر صرامة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتشير الدراسة إلى أن الأطفال قبل المراهقة يقضون نحو خمس ساعات ونصف يوميًا على الشاشات لأغراض غير تعليمية، ويقضي جزء كبير من هذا الوقت على منصات التواصل الاجتماعي إما من خلال إنشاء محتوى أو متابعة ما يشاركه الآخرون. وتختلف تجربة الاستخدام النشط عن المشاهدة السلبية، فالتفاعل المستمر يتطلب التنقل والاطلاع على الإشعارات والتفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت، وهو ما يحفز أجزاء من الدماغ المسؤولة عن معالجة المعلومات واتخاذ القرار، مما يجعل الإجهاد المعرفي أعلى من مجرد النظر إلى المحتوى.
تشير النتائج إلى ضرورة مراجعة سياسات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي من حيث العمر المناسب، وتطوير التوجيهات التي تحد من التعرض المكثف للمنصات في سنوات الطفولة المبكرة. وقد ربطت دراسات سابقة بين أنماط الاستخدام الإدمانية لوسائل التواصل وتظهر أعراض صحية نفسية لدى الشباب، لكن تأثيراتها على القدرات الإدراكية ظل غير واضح بشكل كافٍ حتى الآن، وهو ما كشفت عنه هذه الدراسة من حيث التراجع في مهارات اللغة والذاكرة مع زيادة الاستخدام.