تؤكد الدراسات أن الحديد معدن أساسي يلعب دورًا حاسمًا في الصحة العامة، خاصة في الحفاظ على صحة العينين ووظيفة الرؤية. ويعمل الحديد كمكوّن رئيسي للهيموجلوبين الذي ينقل الأكسجين في الدم إلى العينين وباقي أجزاء الجسم. كما يساهم في إنتاج الإنزيمات الواقية من الإجهاد التأكسدي في أنسجة العين.

يؤثر نقص الحديد بشكل مباشر في قدرة العينين على الحصول على الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة. يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب والإجهاد الناتج عن العمل البصري المستمر. وقد يلاحظ الأشخاص صعوبة في التركيز وعدم وضوح الرؤية خاصة عند القراءة أمام الشاشات.

كيف يؤثر نقص الحديد على الرؤية

تشير النتائج إلى أن نقص الحديد يمكن أن يضعف الطاقة الحيوية لشبكية العين ويعيق إصلاح الخلايا، كما يزيد من الإجهاد التأكسدي. يقلل نقص الحديد من قدرة العينين على تحمل الإجهاد الناتج عن التحديق الطويل، مما يؤدي إلى تعب وتراجع في الرؤية. عند انخفاض الحديد، قد تظهر علامات دقيقة حول العينين مثل الشحوب الملتحمة وجفاف العين وتزايد الحاجة إلى الدموع.

قد تظهر علامات دقيقة حول العينين مثل الشحوب الملتحمة وجفاف العين وتكرار الالتهابات. تعكس هذه العلامات قلة وصول الأكسجين إلى سطح العين والأنسجة المحيطة. مع ذلك قد تتطور الحالات تدريجيًا إذا بقي النقص دون علاج. لذلك من المهم تقييم مستويات الحديد عند ملاحظة تغيرات بصرية أو عينين متعبتين.

أعراض نقص الحديد العامة

لا تظهر أعراض نقص الحديد دائمًا في العين أولاً، بل يبدأ عادة بصداع مستمر وتعب وضعف عام. وتشمل العلامات الشائعة شحوب البشرة وضيق النفس والدوار وبرودة اليدين والقدمين. عندما ترافق هذه الأعراض علامات العين مثل الجفاف وعدم وضوح الرؤية، فقد يشير ذلك إلى انخفاض الحديد.

نقص الحديد وأمراض العيون

قد يؤثر انخفاض الحديد في إيصال الأكسجين إلى الشبكية، مما يضعف وظائفها ويزيد الإجهاد عليها. وهذا يمكن أن يساهم في ظهور أمراض العيون أو تفاقمها مع التقدم في العمر مثل إعتام عدسة العين والضمور البقعي. كما يرفع نقص الحديد احتمال جفاف العين والالتهابات المتكررة.

إعتام عدسة العين

يعد الإجهاد التأكسدي عاملًا رئيسيًا في تطور الإعتام، وبما أن الحديد يساعد على مكافحة هذا الضرر فإن انخفاضه قد يساهم في بدايته مبكرًا. يظل تبادل المواد الضرورية في العين متأثرًا بنقص الحديد، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب عند ظهور تغيرات بصرية مستمرة. كما أن الحفاظ على مستويات الحديد ضمن المعدل الطبيعي يعزز حماية العينين على المدى الطويل.

الضمور البقعي

يؤثر تنكس البقعة المرتبط بالعمر في الجزء المسؤول عن الرؤية المركزية، وقد يؤدي نقص الحديد إلى تقليل وصول الأكسجين والمغذيات إلى خلايا الشبكية. مع مرور الوقت يزداد الضرر التأكسدي وتفقد الخلايا وظائفها، مما يسبب فقدان الرؤية المركزية وصعوبة التعرف على التفاصيل. الحفاظ على مخزون الحديد الصحي يساعد في الحد من تفاقم الحالة على المدى الطويل.

جفاف العين

يدعم الحديد وظيفة الغدد المسؤولة عن إفراز الدموع، لذا نقصه قد يؤدي إلى جفاف مزمن وتهيج واحمرار في العينين. الشعور بالخشنونة أو الحكة أو الإحساس بجفاف مستمر قد يكون علامة على انخفاض الحديد. في الحالات المستمرة، يزيد الجفاف من احتمالية الالتهابات والتهيج وتدني الراحة البصرية.

العلاج والتدابير

يهدف العلاج إلى رفع مستويات الحديد إلى المعدلات الطبيعية من خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات الورقية والعدس والبيض واللحوم الحمراء والحبوب المدعمة. وقد يوصي الطبيب بمكملات الحديد في حال وجود نقص حاد. يختلف العلاج وفق الحالة ويجب أن يكون تحت إشراف طبي لتحديد الجرعة والمدة، وبمجرد استعادة الحديد إلى المستويات الطبيعية تتحسن أعراض التعب وتزداد الراحة البصرية.

شاركها.
اترك تعليقاً