تشير الدلائل إلى أن التهابات المسالك البولية المتكررة قد تكون أكثر من مجرد عدوى عابرة، بل قد تمثل علامة تحذير مبكرة لخطر سرطان الكلى. وغالباً ما يُطلق على سرطان الكلى لقب المرض الصامت، فغالبية حالات المرض تتطور دون أعراض ملحوظة مما يجعل الكشف المبكر ضرورياً. في حين أن معظم التهابات المسالك البولية غير ضارة، إلا أن تكرارها قد يخفي مشاكل كلوية أو يشير إلى تشوهات كامنة. لذا يجب توخي اليقظة عند وجود دم في البول أو ألم مستمر في الجانب.
علامات تحذيرية مبكرة
وجود دم في البول، المعروف طبيا بالبيلة الدموية، غالباً ما يكون العلامة التحذيرية الأبرز لسرطان الكلى. قد يظهر الدم بلون البول الأحمر الداكن أو البني، أو الوردي، وأحياناً كقطرات تبقى على ورق التواليت. كما قد تكون هناك أعراض مثل ألم مستمر في الجانب، تعب، وفقدان وزن غير مبرر أو حمى. الالتهابات المتكررة في المسالك البولية قد تبدو بسيطة، لكنها في بعض الحالات قد تكون مؤشراً إلى مشكلات كلوية خطيرة.
علاقة التهابات المسالك البولية بسرطان الكلى
وجدت دراسة مهمة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من التهابات المسالك البولية تم تشخيصهم من قبل الأطباء لديهم خطر أعلى بشكل واضح للإصابة بسرطان الخلايا الكلوية. هذا الرابط يشير إلى أن التهابات المسالك البولية المتكررة قد تكون علامة مبكرة لا تتعلق فقط بمشكلات المثانة، بل قد تكشف عن أمر أشد خطورة في الكلى. وقد شددت النتائج على أهمية متابعة أي تاريخ للإصابة بالالتهابات البولية مع الطبيب، خصوصاً عند وجود أعراض تستمر أو تتكرر للخطر.
أعراض سرطان الكلى الشائعة
تتضمن العلامات الشائعة وجود دم في البول، وهو علامة جسيمة قد تستدعي فحصاً عاجلاً. كما يظهر ألم مستمر في الجانب أو الظهر أو تحت الأضلاع، إضافة إلى تعب شديد وفقدان وزن غير مبرر. قد يرافق ذلك فقدان شهية وارتفاع في درجة الحرارة أو تعرق مفرط. في بعض الحالات يظهر كتلة أو تورم في البطن.
عوامل الخطر وموعد استشارة الطبيب
تنوع عوامل الخطر لسرطان الكلى وتشمل التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم. كما يزداد الخطر مع مرض الكلى المزمن والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الكلى. وتنصح الإرشادات بالمتابعة الطبية عند وجود تاريخ من التهابات المسالك البولية المتكررة، خاصة إذا كان مصحوباً بعلامات خطرة. من المهم مناقشة المخاطر مع الطبيب عند وجود هذه العوامل وتقييم الحاجة إلى فحص مبكر.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينبغي استشارة الطبيب بمجرد ملاحظة دم في البول أو ألم مستمر في الجانب أو وجود تورم أو التهابات بولية متكررة. كما يجب التوجه إلى الرعاية الطبية إذا استمرت الأعراض أو تكررت خلال فترة من الزمن. يقوم الطبيب بمتابعة الفحوصات اللازمة التي قد تشمل تحليل البول، فحص الدم، وربما تصويراً للكلى لتقييم وجود سرطان الخلايا الكلوية. التقييم المبكر يساعد في توجيه العلاج بشكل أنسب وتحسين النتائج المحتملة.