تعيد الشاشات بمختلف أشكالها وأجهزتها تشكيل الحياة اليومية وتراجع التواصل الإنساني داخل الأسرة بشكل ملحوظ. وقد أشار الباحثون إلى أن قضاء ساعات طويلة أمام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي يبتعد بالأفراد عن بعضهم ويؤثر في دفء البيت وبساطته. وتبرز الحاجة إلى استعادة العادات القديمة التي كانت تغذي الروح وتُقوّي العلاقات الأسرية وتوازن الحياة اليومية. وتؤكد المصادر أن العودة إلى ممارسات بسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا في الصحة النفسية والعاطفية للأطفال وتعيد العاطفة والتواصل داخل الأسرة.

الاجتماع العائلي الأسبوعي

تحدد العائلة وقتًا ثابتًا للحديث وتبادل الأخبار من خلال لقاء عائلي أو اتصال بالأقارب. يعزز هذا التواصُل الروابط الأسرية ويمنح الأطفال إحساسًا بالانتماء. ويمكن استعادة هذه العادة اليوم عبر تخصيص وقت أسبوعي للحديث أو مشاهدة فيلم أو اللعب الجماعي. تساعد هذه اللحظات الأطفال في التعبير عن مشاعرهم وبناء بيئة آمنة داخل المنزل.

النزهة في الهواء الطلق

كانت العائلات تقصد الحدائق لقضاء وقت بسيط وسط الطبيعة وتناول الأطعمة المنزلية وتتيح للأطفال الحرية في الركض واللعب. ومع تزايد ضغوط الحياة، تعود هذه النزهات كوسيلة فعالة لتخفيف التوتر وتحسين المزاج. فالهواء النقي والمناظر الطبيعية يمنحان الأطفال طاقة إيجابية ويعيدانهم إلى التفاعل مع العالم الحقيقي بعيدًا عن الشاشات.

عطلة نهاية الأسبوع العائلية

كانت عطلة نهاية الأسبوع محددة في الماضي حين تكون الجمعة والسبت أحيانًا، وتأخذ فيها الأسرة إجازة من العمل وطلابهم إجازة من مدارسهم. يمكن استغلالها في الطبخ الجماعي أو التنزه أو زيارة الأقارب، بدلاً من الانشغال بعوالم فردية. تعمل هذه اللحظات على ترسيخ القيم الأسرية وإشعار الأطفال بالأمان العاطفي وتوثيق الروابط بين الأجيال.

قراءة القصص وتربية الأطفال

كانت قراءة القصص قبل النوم من أبلغ العادات التي تقوي الروابط وتغرس القيم بشكل مباشر وغير ظاهر. تمنح هذه اللحظات الطفل إحساسًا بالحب والاهتمام وتظل محفورة في ذاكرته وتكوّن أساسًا لعلاقة مليئة بالدفء والثقة. كما تشجع القراءة الخيال وتفتح باب الحوار بين الأهل والأطفال وتثري قدرة الأطفال على التعبير.

تناول الوجبات معًا

كان الأهل في الماضي يجتمعون حول مائدة الطعام في كل وجبة ويتبادلون أحاديثهم وأخبار يومهم. يمكن إعادة هذه العادة بسهولة الآن عبر تخصيص وقت للغداء أو العشاء بعيدًا عن الهواتف وأجهزة الإعلام. يعزز هذا الطقس البسيط الترابط الأسري ويمنح الأطفال إحساس الانتماء والراحة النفسية أثناء التفاعل مع الآخرين.

استخدام المنبه بدل الهاتف

يؤكد المختصون أن ضبط المنبهات التقليدية قبل النوم يساعد في تقليل الاعتماد على الهواتف ويؤدي إلى نوم أهدأ وأكثر راحة. كما أن الاعتماد على الهاتف كأداة للتنبيه يساهم في التشتت ويؤخر النوم. تعلّم هذه العادة الأطفال الانضباط والاعتماد على النفس وتُسهم في تخفيف التعلق بالشاشات.

شاركها.
اترك تعليقاً