تؤكد الدراسات والتوجيهات الصحية أن تخطي وجبة الإفطار ليس خياراً فعّالاً لتخفيف الوزن، خصوصاً لدى مرضى السكري. فقد يؤدي تجاهل الإفطار إلى بداية يوم غير متوازنة من حيث مستويات السكر في الدم. تمنح وجبة الإفطار الجسم الطاقة اللازمة وتساعد في ضبط مستويات الجلوكوز بعد صيام الليل. كما أن تناول وجبة صباحية منتظمة يساهم في استقرار الوتائر الحيوية على مدار اليوم.
تأثير الإفطار على سكر الدم
تظهر المسارات الحيوية أن تجاهل الإفطار قد يسبب ارتفاعاً في سكر الدم أثناء الصيام بسبب نشاط هرمونات مثل الجلوكاجون والكورتيزول. وينخفض احتمال استقرار السكر عندما لا يتوافر الكربوهيدرات مع وجبة الصباح، مما يعرض الجسم لتقلبات خلال ساعات اليوم. وعند تفويت الوجبات التالية، قد يتأخر استقرار سكر الدم بعد الغداء وتضعف استجابة الجسم للوجبة الثانية. بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول، قد يؤدي الاعتماد الطويل على الدهون للحصول على الطاقة إلى زيادة الكيتونات وخطر الحماض الكيتوني السكري.
العواقب الأيضية
تواجه مرضى السكري مخاطر كبيرة للنقص في سكر الدم إذا كانوا يتناولون أدوية مثل الأنسولين أو السلفونيل يوريا دون وجود طعام. يسهم الصيام الطويل في دفع الجسم إلى تكسير الدهون، وهو ما يرفع مستويات الأحماض الدهنية الحرة والكيتونات في الدم. ورغم أن هذه العملية توفر طاقة، إلا أنها تزيد من احتمالية حدوث خلل أيضي مثل الحماض الكيتوني السكري خاصة عند المصابين بالنوع الأول.
الجوع والاختيارات الغذائية
من أبرز النتائج المباشرة لتخطي الإفطار وجود شعور بالجوع الشديد في وقت لاحق من اليوم، مما قد يدفع إلى الإفراط في تناول الطعام في وجبات الغداء أو العشاء. هذا الوضع يخل بضبط سكر الدم ويتكرر بصورة قد تعزز تقلباته على مدار اليوم. كما يميل البعض إلى اختيار أطعمة عالية السعرات وتفتقد القيمة الغذائية نتيجة هذه الرغبة الشديدة في الطعام.
التوصيات لمرضى السكري
ينبغي تناول وجبة فطور متوازنة تحتوي على ألياف وبروتين ودهون صحية للمساعدة في استقرار السكر خلال اليوم. تشمل أمثلة خيارات صحية على سبيل المثال الخبز الكامل مع أفوكادو، أو الزبادي اليوناني مع المكسرات، أو عجة الخضار مع خبز كامل الحبوب. كما أن تنظيم مواعيد الوجبات يعزز الاستقرار الأيضي ويقلل من تقلبات سكر الدم.