أعلن باحثون في معهد كريك بلندن بالتعاون مع شركة فيفيديون ثيرابيوتكس الأمريكية عن اكتشاف علاج قد يحدث تحوّلاً في طريقة مواجهة السرطان. يركز العلاج على تعطيل تفاعل جين RAS مع الإنزيم PI3K، وهو جزء من إشارات تحفز نمو الخلايا وانقسامها. وتُشير الخلفية إلى أن الطفرات في جين RAS تقود إلى نشاط مستمر في نحو 20% من السرطانات. كما توضح الخلاصة أن تعطيل مسارات الإنزيمات المرتبطة بـ RAS كلياً قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مثل ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.
استخدم الفريق تقنيات فحص كيميائي متقدمة لتحديد مركبات صغيرة الحجم تمنع ارتباط RAS بـ PI3K دون تعطيل الوظائف الأخرى للإنزيم. تلتصق هذه الجزيئات بسطح PI3K في موقع محدد، ما يحول دون تلقيه إشارات النمو من RAS، وتبقى عملياته الحيوية الأخرى نشطة. وتذكر الدراسة المنشورة في Science بتاريخ 9 أكتوبر 2025 أن هذه الجزيئات تشكل نقطة انطلاق لعلاج أكثر أماناً ودقة مقارنة بالطرق التقليدية. كما أشار التحقيق إلى أن الفصل بين إشارات الورم والوظائف الخلوية الطبيعية يساعد في تقليل الآثار الجانبية.
الاختبارات على الحيوانات
أُجري الاختبار على فئران مصابة بسرطانات الرئة والثدي الناتجة عن طفرات RAS. أظهرت النتائج أن المركب الجديد أوقف نمو الأورام من دون أي آثار جانبية أو ارتفاع في سكر الدم. عند دمجه مع أدوية أخرى تستهدف المسار ذاته، زادت فعاليته واستمر تأثيره لفترة أطول. كما أثبت المركب فعاليته ضد أورام تحتوي على طفرات في جين HER2، ما يوحي بإمكانية أن تكون له فعالية في مجموعة أوسع من السرطانات.
التجربة السريرية البشرية
ويخضع الدواء حالياً لأول تجربة سريرية على البشر لاختبار سلامته وتأثيراته الجانبية لدى المرضى الذين يحملون طفرات في جيني RAS وHER2. ومن المتوقع أن تُظهر هذه المرحلة ما إذا كان العلاج قادراً على تحقيق نتائج مشابهة لتلك التي لوحظت في الحيوانات. وتشارك المؤسسات البحثية وشركات الأدوية في تقييم السلامة والفعالية ضمن إطار تنظيمي مناسب.
وخلال النقاش حول النتائج، أكد جوليان داونوارد، رئيس مختبر بيولوجيا الأورام في معهد كريك: “لقد كان استهداف RAS تحدياً منذ عقود بسبب آثاره الجانبية. ما أنجزناه هنا هو فصل إشارات النمو السرطاني عن الوظائف الطبيعية للخلايا، ما يجعل العلاج أكثر أماناً ودقة.” كما أضاف مات باتريسيلي، الرئيس العلمي لشركة فيفيديون: “هذا الاكتشاف يفتح باباً جديداً لعلاج السرطان من خلال تصميم جزيئات ذكية تمنع الإشارات المسببة للورم دون المس بالخلايا السليمة.”