وقعت عملية السرقة صباح اليوم في قاعة أبولو بمتحف اللوفر نحو الساعة 9:30 بتوقيت باريس. واستخدم اللصوص رافعة بضائع وضعت على ظهر شاحنة خارج المبنى للوصول إلى نافذة في الطابق الأول. ثم دخلوا القاعة بعد تحطيم النافذة، حيث صعدوا عبر السلم المثبت على الشاحنة ليصلوا إلى الداخل. وأوضح وزير الداخلية لوران نونيز أن ثلاثة أو أربعة لصوص نفذوا العملية خلال سبع دقائق.
أعلنت وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن الواقعة وقعت أثناء افتتاح المتحف وأنه لم تسجل إصابات، وهي موجودة في المكان مع فرق من المتحف والشرطة. كما أُغلق المتحف أبوابه طوال اليوم لأسباب استثنائية. وفق التحقيقات الأولية، سُرقت ثماني قطع من المجوهرات الملكية المعروضة في قاعة أبولو، العائدة إلى القرن التاسع عشر، من بينها عقد من الياقوت للملكة ماري-إميلي ومجموعة من الأحجار. وأُفيد بأن أجهزة الإنذار أُطلقت من النافذة الخارجية وخزانة العرض، ووُصفت الحادثة بأنها سريعة ومفاجئة واستثنائية للمتحف.
أفادت التحقيقات بأن الإنذار أطلق من النافذة الخارجية وخزانة العرض، وأن الحادثة وقعت خلال لحظات قليلة ولم تسجل إصابات. أُفيد بأن تاج الإمبراطورة أوجيني عُثر في محيط القاعة وأن قطعه أخرى لم تُحدد هويتها لا تزال موضع بحث. ووصفت الواقعة بأنها سريعة ومفاجئة واستثنائية للمتحف.
السياق التاريخي وتطورات الأمن في اللوفر
تتبع اللوفر تاريخًا حافلًا بالوقائع الأمنية. ففي 21 أغسطس 1911 دخل عامل إيطالي إلى المتحف بعد الإغلاق واختبأ داخله حتى خروج الحراس، ثم خرج وهو حاملاً الموناليزا. اعتُقل بيروجيا في 1913 أثناء محاولة بيعها في فلورنسا فُرِجت اللوحة وأعيدت إلى مكانها. منذ تلك الواقعة شددت السلطات الإجراءات الأمنية وتزايد الاهتمام بنظام المراقبة والتأمين في المتحف.
شهد القرن العشرون وقائع أخرى في اللوفر، منها سطو في 16 ديسمبر 1976 سُرق فيه سيف مرصع بالألماس من القرن التاسع عشر، ولا يزال البحث عن السيف جارياً بحسب تقارير المتحف. وفي 31 مايو 1983 اكتشف موظفو المتحف اختفاء قطعتين من الدروع المعدنية من القرن السادس عشر من قسم الأسلحة، وأعيدت القطع إلى المعروضات لاحقاً بعد سنوات. كما سُرقت في 1998 لوحة كاميل كورو “الطريق إلى سيفر” ولم تستَرجَع حتى اليوم، وهو ما دفع المتحف إلى إعادة تقييم بروتوكولات الأمن والتأمين.
بعد هذه الأحداث أطلق المتحف سلسلة تدابير أمنية هيكلية جديدة شملت تدقيق أنظمة حماية المعروضات وتحسين معدات المراقبة، إضافة إلى تشكيل فريق أمني متعدد الاختصاصات يضم أمائن وموظفي مراقبة ولوجستيات وإطفاء وتدريبًا مستمرًا. يهدف ذلك إلى منع السرقات من الأساس وليس الرد عليها فقط. كما يتركز الاهتمام على حماية القطع القابلة للتفكيك وإعادة البيع بشكل أكثر فاعلية.
وفي العام الماضي حدثت عملية سَرْقة كبيرة خارج باريس من متحف للفنون المقدسة في منطقة باريا لو مونيال شرق البلاد، حيث سُرق كنز من المجوهرات يقدّر قيمته بملايين اليورو. وصل اللصوص عبر دراجات نارية في وضح النهار وتوجهوا إلى القطعة الرئيسية المعروفة باسم “فيا فيتايه” وهي قطعة ذهبية ضخمة من أواخر القرن التاسع عشر تصممها جوزيف شومي وتزن ثلاثة أطنان. أزالوا الأحجار الكريمة وقطعوا الأجزاء الذهبية باستخدام منشار، وكان نحو عشرين زائراً وموظفاً في المكان عند وقوع الحادثة وتعرّضوا لصدمة مع إطلاق اللصوص عدة طلقات لتخويفهم. منذ ذلك الحين فضّلت عدة متاحف عرض النسخ المطابقة للأصل.
تؤكد هذه الحوادث أن المخاطر ليست معدومة وأن أبرز المتاحف في العالم بحاجة إلى تعزيز أنظمة الحماية والتأمين، بما في ذلك تقوية وسائل المراقبة وإدارة الوصول وتدريب فرق الطوارئ. يعمل اللوفر حالياً على تعزيز بروتوكولات الأمن وتطوير فريق أمني متكامل يضم أمينين ومراقبة ولوجستيات وإطفاء، فضلاً عن تطبيق إجراءات أكثر صرامة لحماية المعروضات من التفكيك والبيع غير المشروع.