تشير الدراسات إلى أن تزايد اعتماد الأطفال على الهواتف الذكية يعرضهم لمحتوى متنوع قد يكون صادمًا أو عنيفًا بدرجات مختلفة. يترك هذا المحتوى أثرًا نفسيًا عميقًا في عقولهم الصغيرة، حتى وإن لم يظهر عليهم القلق مباشرة. ويظل الاعتقاد بأن الطفل سيبوح بما شاهده فكرة غير دقيقة، فغالبًا ما يختار الأطفال الصمت لأسباب منها الخوف والحرج. لذا تظهر ضرورة تهيئة بيئة منزلية هادئة وواعية لمساعدة الأطفال في التعامل مع ما قد يصادفونه.

دور الأسرة في الاحتواء والتواصل

يؤكد المتخصصون أن دور الأسرة يبدأ في احتواء الموقف بهدوء ووعي، بعيدًا عن التوبيخ أو التجاهل. هذا الأسلوب يساعد الطفل على الشعور بالأمان ويقلل احتمال تأثير الصدمة عليه. كما يفتح الحوار الهادئ باب النقاش ويؤطر المعرفة بأن ما شاهده ليس خطرًا مباشرًا عليه في الحاضر. وتظهر آثار الاستجابة الواضحة في قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره مستقبلاً دون خوف.

لا تفترض أن طفلك سيخبرك بنفسه

لا يفترض أن الطفل سيبوح بما رآه من تلقاء نفسه، فالأطفال يفسرون ما يرونه بخيالهم المحدود ولا يستطيعون وضعه في سياقه الحقيقي. قد يختارون الصمت خوفًا أو حرجًا، لذا من الضروري أن يبادر الأهل بالحوار بأسلوب لطيف وبلا تهديد. ابدأ بسؤال يفتح باب النقاش مثل: هل رأيت شيئًا مؤسفًا انتشر مؤخرًا؟ مع مَن كنت حينها؟ هذا النوع من الأسئلة يمنح الطفل إحساسًا بالأمان ويشجعه على التعبير تدريجيًا.

التعامل الداعم مع ما يراه

عندما يشاركك الطفل معلومات عما شاهده، عبر عن تفهمك وقل: أنا سعيد بأنك أخبرتني. هذه العبارة تعزز ثقته وتدفعه للعودة إليك في المستقبل دون خوف. بعدها يمكن مناقشة التفاصيل بهدوء في وقت مناسب مع التأكيد على أنك ملاذه الآمن وأن الحديث عن الأمور الصعبة قوة وليست عيبًا. النتيجة المتوقعة هي بناء ثقة مستمرة وتخفيف الضغط النفسي الناتج عن المحتوى غير الملائم.

شاركها.
اترك تعليقاً