أوضح الدكتور عاطف سعد عشيبة أن السبيط يحظى بأهمية كبيرة في التجارة الدولية وصناعات الأغذية، حيث يدخل في تصنيع منتجات متعددة بفضل خصائصه الحسية والوظيفية. كما يُستخدم في القطاعات الصناعية والطبية بفضل مستخلصاته الحيوية، وهو ما يجعل تطوير صيده واستدامة مخزونه هدفًا استراتيجيًا للعديد من الدول. وتؤكد الأبحاث ضرورة تعزيز تقنيات الصيد والمعالجة المستدامة لدعم الأمن الغذائي ورفع الإيرادات الوطنية.

إرشادات السلامة الغذائية والاستهلاك الصحي للسبيط

التحضير الآمن والطهي الصحيح

يتعيّن تنظيف السبيط بدقة لإزالة الأحشاء الداخلية التي قد تحمل ملوثات بحرية. يظل الطهي الجيد خطوة أساسية لضمان سلامته الغذائية، حيث قد يحتوي على طفيليات وبكتيريا إذا لم يُطْهَ بالشكل الكافي. ولخلوه من المخاطر، يُفضل طهوه عند درجات حرارة تتجاوز 65 درجة مئوية للقضاء على البكتيريا الممرِضة مثل Vibrio parahaemolyticus وListeria monocytogenes. وتُعد طرق الشوي والسلق الخفيفة من الأفضل للحفاظ على قيمته الغذائية مقارنةً بالقلي العميق.

الحساسية والقيود الغذائية

قد يسبب تناول السبيط تفاعلات تحسسية لدى الأشخاص الحساسين تجاه الرخويات، إذ تحتوي بروتيناته على مركبات مسببة للحساسية مثل التروبومايوسين. لذا يُنصح المصابون بحساسية المأكولات البحرية بتجنبه أو استشارة الطبيب قبل إدخاله إلى نظامهم الغذائي. كما يُفضل الحد من استهلاكه لدى المصابين بارتفاع حمض اليوريك أو النقرس بسبب وجود مركبات بيورينية قد ترفع مستويات هذا الحمض في الدم.

الاعتدال في الاستهلاك

على الرغم من قيمته الغذائية وفوائده الصحية، يظل تناول السبيط باعتدال جزءًا من نظام غذائي متوازن. فالسبيط المقلي أو المقدم مع صلصات دهنية يساهم في ارتفاع محتوى الدهون المشبعة والسعرات وينذر بزيادة الوزن والكوليسترول عند الإفراط. يُوصى بتناوله مرتين أسبوعيًا كحد أقصى ضمن حمية متوازنة، مع تفضيل طرق الطهي الصحية مثل الشوي أو السلق واستخدام توابل طبيعية تقلل الملح وتخفف الصوديوم في الوجبة.

الأهمية الاقتصادية للسبيط (الحبار)

يُعد السبيط من الموارد البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية على المستويين المحلي والعالمي، نظرًا لارتفاع الطلب في الأسواق الغذائية وصناعات المأكولات البحرية. تصاد كميات كبيرة منه في البحر الأبيض المتوسط ومحيطي الهند والهادئ، وهو مصدر دخل رئيسي لعدة دول ساحلية. تتنوع طرق صيده بين الشباك الضوئية والشباك الجر القاعية ومصائد تستخدم المصابيح لجذب الأسماك خلال الليل.

اقتصاديًا، يسهم لحم السبيط في تجارة الأسماك العالمية من خلال بيعه طازجًا ومجمدًا ومجففًا ومعلبًا. كما يدخل في إنتاج وجبات جاهزة، مما يعزز قيمته التسويقية وانتشاره عالميًا. إضافةً إلى ذلك، تُستخرج من جلده وأحباره صبغات ومركبات مضادة للأكسدة ومضاد للبكتيريا، وتستخدم بروتيناته في تصنيع أغشية حيوية قابلة للتحلل ومواد تغليف بيولوجية في الصناعات الغذائية. وتُظهر دراسات حديثة إمكان تطبيق مستخلصات السبيط في المجال الطبي نظرًا لوجود ببتيدات نشطة ذات خصائص علاجية محتملة.

تمثل صادرات السبيط عنصرًا مهمًا في اقتصاد المصايد البحرية، خاصة في الدول النامية التي تمتلك سواحل غنية بالموارد. وتعمل الدول على تطوير تقنيات الصيد والمعالجة المستدامة للحفاظ على المخزون وضمان استمرارية هذا المورد للأجيال القادمة. وتساهم هذه الجهود في تعزيز القدرة على مواجهة تقلبات الأسواق العالمية وتوفير فرص عمل للمجتمعات الساحلية.

شاركها.
اترك تعليقاً