أعلن فريق من الباحثين أن دواء أميفانتاماب يمكن أن يوقف تطور المرض أو يحدّه بشكل ملحوظ، مما يمنح المرضى أملاً جديداً في مواجهة أحد أشد أنواع السرطان شراسة. شملت تجربة عالمية مرضى من 11 دولة مصابين بسرطان الخلايا الحرشفية المتكرر أو النقيلي في الرأس والرقبة، الذين تلقوا العلاج المناعي والكيميائي التقليدي قبل أن يُعطى 86 مريضاً الدواء وحده. أظهرت النتائج أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين استجابوا سريرياً، إذ انكمش الورم لديهم أو توقف نموه. كما أظهرت البيانات وجود فترة سيطرة على المرض بلغت 6.8 أشهر، مع استمرار 62% من المرضى في العلاج حتى يوليو 2025، وتسجيل آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة.

خلال عرض النتائج في المؤتمر الأوروبي لعلم الأورام الطبي في برلين، وُصف أميفانتاماب بأنه “علاج ذكي ثلاثي المفعول” وخطوة مهمة إلى الأمام في معالجة هذا النوع من السرطان. يركّز نهج الدواء على إيقاف مستقبل EGFR المسؤول عن تحفيز نمو الخلايا السرطانية، وتعطيل مسار MET الذي تستخدمه الخلايا المقاومة للعلاج، وتحفيز الجهاز المناعي للتعرف على الورم ومهاجمته. وهذا المزيج يجعل الدواء أكثر فاعلية في السيطرة على المرض المتقدم وتقليل احتمال الانتكاس.

آليات العمل الثلاثة

أوضح الباحثون أن أميفانتاماب يملك ثلاث آليات رئيسية في مكافحة السرطان: إيقاف مستقبل EGFR المسؤول عن تحفيز نمو الخلايا السرطانية، تعطيل مسار MET الذي تستخدمه الخلايا المقاومة للعلاج، وتحفيز الجهاز المناعي للتعرف على الورم ومهاجمته. يسهم هذا المزيج في تعزيز فاعليته في السيطرة على الورم المتقدم وتقليل احتمال الانتكاس. يلاحظ الخبراء أن الجمع بين هذه الآليات يمنح الدواء قدرة فريدة على مواجهة التعرّض للعلاج المستمر. كما يجري تقييم الدواء في سياقات أخرى من أمراض الرأس والرقبة.

تجربة مريـض بارز جاءت مع كارل والش، البالغ من العمر 59 عاماً من برمنغهام، الذي شُخّص بسرطان اللسان في مايو 2024. قال والش إنه بعد فشل العلاج الكيميائي والعلاج المناعي انضم إلى التجربة الجديدة وأكمل حتى الآن الدورة السابعة من العلاج، مع تحسن ملحوظ في التورم والألم وأعراض جانبية محدودة. أشار إلى أنه أحياناً ينسى أنه مريض بالسرطان بسبب كثافة التحسن، وهو ما يعكس فعالية العلاج في حالته. أشاد البروفسور كيفن هارينغتون، خبير علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان، بأن الدواء يمثل أول علاج ثلاثي المفعول يُجرّب على مرضى الرأس والرقبة الذين تعاودهم الإصابة.

وأوضح البروفيسور كيفن هارينغتون أن أميفانتاماب يمثل أول علاج ثلاثي المفعول يجرى اختباره في مرضى سرطان الرأس والرقبة، وهو ما يميز الدواء عن العلاجات التقليدية التي تتطلب جلسات مطوّلة في المستشفى. وأوضح أن الدواء يُعطى كحقنة تحت الجلد بدلاً من جلسات المستشفى الطويلة، مما يجعله أسرع وأكثر ملاءمة للإعطاء في العيادات الخارجية وربما في المنازل مستقبلاً. كما أكدت البروفيسورة كلير إيزاكي أن النتائج تبرز الحاجة إلى علاجات أكثر فعالية وقابلية للوصول، وأن أميفانتاماب يمثل خطوة حقيقية نحو تحسين جودة حياة المرضى.

خلفية حول سرطان الرأس والرقبة

سرطان الرأس والرقبة مصطلح عام يضم أنواع متعددة من السرطانات التي تصيب الفم والحلق والحنجرة والأنف والجيوب الأنفية والغدد اللعابية. كان يُعتقد سابقاً أن التدخين وشرب الكحول هما العاملان الرئيسيان للإصابة، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن فيروس الورم الحليمي البشري HPV يقف وراء ما يصل إلى 70% من الحالات. ويرتبط انتشار HPV، الذي يُنتقل عبر الاتصال المباشر بما في ذلك الجنس الفموي، بارتفاع معدلات الإصابة خصوصاً بين الفئات الأصغر سناً.

شاركها.
اترك تعليقاً