توضح الدكتورة سارة عادل عامر، باحثة أولى في قسم الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن التغذية تشكّل ركيزة أساسية لصحة الدماغ. فالغذاء ليس مجرد مصدر للطاقة، بل يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الذاكرة والانتباه. وتشكّل وجبة الإفطار حجر الأساس ليوم دراسي نشط ومثمر.
لماذا يجب تجنب السكريات البسيطة؟
تؤدي الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة، مثل العصائر المحلاة والمعجنات، إلى ارتفاع سريع لسكر الدم يليه انخفاض حاد، مما يسبب الكسل والتشويش الذهني. ولذا من الأفضل الاعتماد على أطعمة بطيئة الامتصاص كخبز الحبوب الكاملة أو الشوفان مع مصدر للبروتين أو الدهون الصحية، للحفاظ على مستوى ثابت من الطاقة والتركيز خلال اليوم. كما يسهم ذلك في استقرار المزاج والتحكم في الرغبة الشديدة في تناول السكر. وتدعم الخيارات المتوازنة الأداء الدراسي بشكل مستدام.
عناصر غذائية تدعم الذاكرة والانتباه
تُدعم بعض العناصر الغذائية الذاكرة والانتباه بشكل واضح. يحتوي البيض على الكولين وهو مكوّن أساسي لتقوية الذاكرة وتحفيز مراكز التعلم. كما توجد مصادر الحديد في العدس والفول واللحوم الحمراء وتساعد على نقل الأكسجين إلى الدماغ. وتوفر الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين أحماض أوميغا-3 التي تدعم بناء الخلايا العصبية وتحسن الانتباه. كما تلعب الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت والعنب والرمان دوراً في حماية الدماغ من الإجهاد وزيادة صفاء الذهن.
خطوات عملية للأهالي
اتخذ الأهالي خطوات عملية لتعزيز الأداء الذهني للأطفال. ابدأوا بتوفير إفطار متوازن يحتوي على البيض أو الجبن مع خبز كامل الحبوب، وأضيفوا ثمرة فاكهة أو خضار في حقيبة المدرسة يوميًا. كما يجب توفير مصدر بروتين في الغداء مثل العدس أو الفول أو الدجاج وتقديم كمية صغيرة من المكسرات كوجبة خفيفة. ويجب تشجيع الطفل على تناول الأسماك مرتين أسبوعيًا وتذكيره بشرب الماء بانتظام.
خلاصة التغذية لدماغ أقوى
لا توجد وصفة سحرية لتحسين الذاكرة، لكن التغذية المتوازنة تشكل أقوى وسيلة طبيعية لدعم صحة الدماغ. ومع الاهتمام اليومي بالغذاء، يمكن أن تتحول أوقات المذاكرة إلى جهود مثمرة ونتائج ملموسة. لذلك ينبغي اعتماد عادات غذائية صحية كجزء من روتين الطفل الدراسي.