أفادت دراسة نُشرت في BMJ ونقلها موقع Health بأن النساء اللواتي يؤجلن أول فحص للثدي بالأشعة أو يتخلن عنه يواجهن زيادة في مخاطر الوفاة من سرطان الثدي مقارنة بمن التزمن بالفحص وفق التوصيات. تابعت الدراسة أكثر من 430 ألف امرأة سويدية على مدى نحو ثلاثة عقود، وبيّنت أن تأجيل الفحص الأول ارتبط بنسبة زيادة تصل إلى 40%. كما أظهر التحليل أن من لم يبدأن بالفحص الأول كنّ أكثر عرضة لتخطي الفحوص اللاحقة، مما يفقد الأطباء فرص اكتشاف الأورام مبكرًا عندما تكون العلاجات أكثر فاعلية. وتقول الدكتورة جين باو، جراحة أورام في كلية الطب بجامعة ستانفورد، إن تجاهل الفحص الأول يؤخر التشخيص ويزيد احتمال اكتشاف السرطان في مراحل متقدمة يصعب علاجها.

أهمية التوقيت في الفحص المبكر

يُعد التصوير الشعاعي للثدي من أدق الأساليب لاكتشاف السرطان قبل ظهور الأعراض، حيث يكشف أوراماً صغيرة لا يمكن الشعور بها باللمس. عند اكتشافه مبكراً تكون فرص الشفاء عالية وتكون خيارات العلاج أبسط وتكاليفها أقل. يرى الخبراء أن أي تأخير في الفحص يفسح المجال لتشخيص السرطان في مراحل أكثر تقدمًا وأشد فتكا. لذلك يعد الالتزام بمواعيد الفحص خطوة رئيسية في الوقاية من الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي.

التحديات والعقبات أمام الفحص

تشير البيانات إلى أن الخوف من الألم والانزعاج والتكاليف ونقص الوعي تعيق بعض النساء عن إجراء الفحص، ما يسهم في تأخره بين الفئات الأكثر تعرضاً للضائقة الاقتصادية والاجتماعية. وتذكر الإرشادات أن نحو ربع النساء في الولايات المتحدة لا يلتزمن بتوصيات الفحص المعتادة، في حين تشدد الجمعيات المتخصصة على الفحص السنوي خصوصاً عند وجود تاريخ عائلي أو نتائج سابقة غير طبيعية. يوضح خبراء الصحة أن الضغط المؤقت الذي يطبق أثناء التصوير قد يستمر لبضع ثوانٍ فقط، وهو أمر مقبول مقابل الفوائد الطويلة الأجل للفحص. وتؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الوصول المحدود إلى الخدمات الصحية يسهم في تفاوت معدلات الإصابة والوفيات بين الفئات المختلفة.

الاستعداد للفحص الأول

يساعد الاستعداد النفسي والجسدي على تقليل التوتر وتسهيل إجراء الفحص. ينصح الأطباء بارتداء ملابس مريحة وتجنب مزيلات العرق أو الكريمات في يوم الفحص لأنها قد تؤثر في وضوح الصورة. وإذا كان الانزعاج كبيرًا فبإمكان المريضة التحدث مع الفني لتعديل الضغط أو إيقاف التصوير مؤقتًا. وتؤكد الدكتورة باو أن النقاش المسبق مع الطبيب حول ما سيحدث خطوة بخطوة يخفف الخوف ويعزز الالتزام بالفحوص المستقبلية.

الحديث عن الفحص كوسيلة إنقاذ

تشير النتائج إلى أن رفع الوعي وتبادل التجارب بين النساء يشجع الأخريات على إجراء التصوير دون تردد. كما يذكر الأطباء بضرورة متابعة المرضى الذين لم يجروا فحصهم الأول، فهم الأكثر عرضة للوفاة إذا لم يتم التدخل مبكرًا، رغم إمكانية استفادتهم من التدخل المبكر. إن إشراك المجتمع الطبي والجهات الصحية في التواصل المستمر يسهم في تقليل الفجوات ورفع مستوى التغطية.

التوصيات والآفاق

توصي فرقة العمل الأميركية للخدمات الوقائية بأن تخضع النساء بين 40 و74 عامًا لفحص تصوير الثدي بالأشعة مرة كل عامين على الأقل. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو ربع النساء الأميركيات لا يلتزمن بتلك التوصيات رغم كونها رائدة في الوقاية. بالمقابل، تميل الكلية الأمريكية للأشعة والجمعية الأمريكية لجراحي الثدي إلى التوصية بالفحص السنوي خصوصاً لدى النساء ذوات التاريخ العائلي أو نتائج سابقة غير طبيعية. تؤكد الرسالة أن الفحص المبكر للثدي يقلل الوفيات ويدعم النتائج العلاجية نحو الأفضل.

شاركها.
اترك تعليقاً