تشير مراجعة صحية أُعدت وفق مصادر موثوقة إلى أن جودة الحلوى تختلف باختلاف محتواها من السكر والدهون والإضافات الصناعية، مما يجعل بعض الخيارات أكثر قبولاً ضمن النظام الغذائي المتوازن. وتوضح المصادر أن التقييم الصحي للحلوى يعتمد بشكل رئيسي على هذه المكونات، وهو ما يستلزم اختيارات دقيقة. وتطرح الأسئلة حول أي أنواع الحلويات تكون “أقل ضررًا” للصحة بين من يحاول الابتعاد عنها تمامًا ومن لا يستطيع إنهاء يومه بدونها. وتؤكد النتائج أن النسيج الغذائي للحلوى يتحدد بالكمية والنوعية معًا، وأن الاعتدال هو الأساس للوصول إلى توازن صحي.
فوائد الشوكولاتة والمكسرات
تُبرز المصادر أن الشوكولاتة الداكنة الغنية بالكاكاو تقدم مضادات أكسدة تدعم صحة القلب وتساهم في تحسين تدفق الدم. كما تساهم هذه القطعة الصغيرة في منح إحساس بالشبع دون الحاجة لكميات كبيرة من السكر. وتوجد مكافآت إضافية عند اختيار الحلوى التي تحتوي مكسرات، إذ يضيف وجود البروتين والدهون الصحية توازنًا يستغرق وقتًا أطول لامتصاص السكر. وبذلك تتحسن احتمالية الحد من الرغبة في تناول كميات إضافية من الإسكريات.
المكسرات في الحلوى
تشير أخصائية التغذية إلى أن وجود المكسرات في الحلوى لا يجعلها غذاءً مثاليًا، لكنه يرفع قيمتها مقارنة بالاعتماد على السكر وحده. فالفول السوداني يوفر أليافًا وبروتينًا يساعدان على الحد من الجوع وتثبيت مستوى السكر في الدم. كما أن وجود المكسرات يجعل الحصة أكثر توازناً ويقلل من سرعة امتصاص السكر عند استهلاكها بصورة معتدلة. إذ يمكن تناول كمية صغيرة من هذا النوع ضمن إطار اليوم الغذائي المحسوب بمعقولية.
تأثير اللون والطعم السريع
ليس كل الحلوى متشابهة من حيث التأثير على الجسم، فالحلويات التي تعتمد على السكريات البسيطة والألوان الصناعية لا تقدم قيمة غذائية ملحوظة. وتُسبب هذه الأنواع تقلبات سريعة في مستويات الطاقة والجلوكوز، ما يعزز الرغبة في تناول المزيد لاحقًا. وتوضح الأبحاث أن هذه اللحظة من المتعة تكون قصيرة وتؤدي غالباً إلى انخفاض في الطاقة وتعب لاحق، كما أن الحلوى الخالية من الدهون ليست دائمًا خياراً صحياً بسبب وجود السكر المرتفع فيها.
متى تصبح الحلوى مشكلة
يعَد الإفراط في تناول السكر المضاف المشكلة الكبرى التي تستدعي الانتباه. بحسب توصيات جمعية القلب الأمريكية الواردة في المصادر، يجب الحد من السكريات الحرة وتحديد نسبة مناسبة من السعرات اليومية. غالباً ما تحتوي أنواع الحلوى الغنية بالسكر على كميات مضاعفة من السكر مقارنة بأنواع الشوكولاتة الصغيرة أو الحلوى التي تحتوي على المكسرات، وهذا يجعلها ضمن فئة الأقل صحة وتوفر طاقة فارغة بدون دعم غذائي حقيقي. لذا ينصح الخبراء بمراقبة المدخول وعدم السماح للحلوى أن تكون المصدر الأساسي للسعرات.
كيف نستمتع دون إفراط
يؤكد الخبراء أن الاستمتاع بالحلوى يمكن أن يكون ضمن نظام صحي إذا تم العمل بعقلانية. يوصى باختيار النوعية المفضلة وتحديد الكمية مسبقاً وتناولها ببطء ضمن وقت محدد من اليوم. كما يساعد تخزين الحلوى بعيداً عن متناول اليد أو اختيار الأحجام الصغيرة على الحد من الإفراط. يظل الهدف ليس الحرمان، بل تحقيق توازن يتيح التلذذ دون الشعور بالذنب.
التوازن سر الاستمرار
تؤكد خبيرة التغذية ميا سين أن اتباع نهج عملي وواقعي يحقق التوازن هو الأكثر فاعلية. فالحرمان التام من السكر قد يعزز الرغبة فيه ويؤدي إلى عدم الاستدامة، بينما تتيح الكميات الصغيرة والمدروسة الحفاظ على التوازن النفسي والجسدي. وتظهر الأبحاث أن من يخططون لاستهلاكهم من الحلويات سلفًا يميلون إلى تقليل السكر بشكل عام دون الشعور بالحرمان أو الذنب.