أسباب هشاشة العظام لدى النساء

يُبرز اليوم العالمي لهشاشة العظام كونه من أكثر أمراض العظام انتشارًا وخطورة بين النساء. تشير المعطيات إلى أن التغيرات الهرمونية مع اقتراب سن اليأس تفسر جزءًا رئيسيًا من فقدان الكتلة العظمية، حيث ينخفض إنتاج الاستروجين الذي يحافظ على توازن الكالسيوم. من المتوقع أن تفقد المرأة نحو ربع قوة عظامها خلال العقد الأول بعد انقطاع الطمث، وهو رقم يفسر تزايد معدلات الكسور في هذه الفئة العمرية. نحو ذلك، تعد العوامل العمرية والتغيرات في الكثافة العظمية عاملاً رئيسيًا يضع النساء في هذه المرحلة أمام مخاطر متزايدة للإصابة بالكسور.

البنية العظمية الأنثوية والتغيرات المرتبطة بالحمل والرضاعة

تؤثر البنية العظمية الأنثوية أيضًا، ففعظام النساء عادةً ما تكون أصغر حجمًا وأكثر قابلية للتآكل كما أن النحافة تزيد من خطر الفقدان التدريجي للمعادن المخزّنة. وتسهم حالات الحمل والرضاعة في استنزاف الكالسيوم والفوسفور من العظام لتكوين هيكل الجنين ثم إعادة التوازن بعد الولادة، وهذا الوضع قد يخلف أثرًا طويل الأمد عند تكرر الحمل أو نقص التغذية. لذلك تُشدد الإرشادات على ممارسة تمارين تحمّل الوزن وتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د منذ سنوات مبكرة.

العمر الطويل ونمط الحياة

يؤثر طول عمر النساء الذي يفوق الرجال على مدة التعرض لفقدان الكثافة العظمية. وتُقدَّر نسبة التراجع السنوي في الكتلة العظمية بعد سن الخمسين بنحو 2 إلى 3 بالمئة. إذ يجعل طول العمر عاملًا خطرًا بحد ذاته للإصابة بالكسور، خاصة في الورك والعمود الفقري. بينما تلعب العادات اليومية دورًا حاسمًا في الوقاية أو زيادة المخاطر.

النمط الصحي والوقاية والكشف المبكر

تشير الإرشادات إلى أن الانخفاض في الحركة والتدخين والنقص في الغذاء الغني بالكالسيوم تسرع تدهور العظام. وفي المقابل، يساعد الالتزام بممارسة نشاط بدني منتظم وتوفير مصادر كافية من فيتامين د ومنتجات الألبان والأسماك في تقوية الهيكل العظمي والحد من التآكل. كما أن فحص كثافة العظام DXA للنساء بعد سن الخمسين أو قبلها عند وجود عوامل خطر كالتاريخ العائلي أو ضعف النشاط البدني يتيح الكشف المبكر عن انخفاض الكثافة وتوجيه التدخل المناسب. ويأتي التدخل عادةً في صورة علاجات أو تغييرات في نمط الحياة لتعزيز العظام قبل حدوث كسر.

عوامل تزيد من قابلية الإصابة

تزداد احتمالات الإصابة بهشاشة العظام لدى بعض النساء بسبب عوامل محددة، منها انخفاض الوزن أو النحافة الشديدة، واضطرابات في الغدة الدرقية، وتاريخ عائلي للإصابة بالمرض. وتسهم الإصابة المزمنة ببعض الأمراض مثل السكري أو اضطرابات الأكل في رفع المخاطر. وتؤكد البيانات أن التغذية المتوازنة والنشاط البدني المستمر والمتابعة الطبية من أهم عوامل الوقاية. لذلك تظل التوعية المبكرة وتعديل العادات اليومية أساسيين للحد من الكسور المحتملة.

شاركها.
اترك تعليقاً