أعلنت دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز بيتر ماكالوم للسرطان في ملبورن أن الرضاعة الطبيعية تعزز خلايا مناعية واقية لدى النساء المرضعات وتوفّر حماية مناعية طويلة الأمد ضد سرطان الثدي. تبيّن أن الخلايا المناعية المتخصصة المعروفة بخلايا CD8+ T موجودة بشكل ملحوظ في أنسجة الثدي لدى النساء اللاتي أنجبن وأرضعن. هذه الخلايا تبقى في الثدي لأكثر من 30 عامًا بعد الحمل. ووجدت الدراسة أن وجود عدد أكبر من هذه الخلايا ارتبط بنتائج أفضل، خصوصًا في سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة فحص أنسجة ثدي غير سرطانية لأكثر من 260 امرأة من خلفيات سكانية مختلفة خضعن لعمليات تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. وجد الباحثون أن النساء اللواتي أنجبن لديهن كمية أعلى من خلايا CD8+ T، وتبقى هذه الخلايا في الثديين لأكثر من 30 عامًا بعد الحمل. كما أظهرت النتائج وجود هذه الخلايا في أنسجة الثدي السليمة لدى بعض النساء.

وباستخدام نماذج فئران، قام الباحثون بزرع خلايا سرطان في أنسجة الثدي، فوجدوا أن نمو الخلايا السرطانية كان أبطأ في الفئران التي أنجبت وأرضعت رضاعة طبيعية مقارنة بالفئران العذراء. ووجدوا أن هذا التباطؤ في النمو يعكس وجود مخزون من الخلايا المناعية القادرة على التصدي للسرطان. وأشاروا إلى أن هذه الخلايا تبقى في الثديين حتى بعد انتهاء فترة الرضاعة.

وفي مراجعة شملت أكثر من ألف مريضة سرطان الثدي تشخصت حالاتهن بعد الإنجاب، سجل الباحثون أن النساء اللاتي أرضعن رضاعة طبيعية تعافين من سرطان الثدي الثلاثي السلبي بشكل أفضل من اللواتي لم يرضعن. كما احتوت أورامهن على عدد أكبر من الخلايا المناعية، مما يشير إلى وجود نشاط مناعي مستمر ضد سرطان الثدي. وتؤكد النتائج أن الرضاعة الطبيعية قد تترك تغييرات مناعية طويلة الأمد مرتبطة بحماية الثدي من السرطان.

وتوضح الدراسة أن كل عام من الرضاعة الطبيعية يخفض خطر إصابة الأم بسرطان الثدي بنسبة 4% طوال الحياة. كما تشير إلى أن الإنجاب والرضاعة الطبيعية يغيران الخلايا المناعية بشكل طويل الأمد، وهو ما قد يساعد في حماية الثدي من السرطان. وتؤكد النتائج أن الرضاعة الطبيعية تمثل عامل حماية مهم يمكن أن يمتد أثره لعقود طويلة.

شاركها.
اترك تعليقاً