أعلن فريق من الأطباء والباحثين في جامعة بيتسبرغ الأمريكية عن علاج جديد لمرضى الصرع الذين لا يستجيبون للأدوية ولا يصلحون للجراحة، يعتمد على تحفيز الدماغ العميق DBS، وهو مصمم خصيصاً ليناسب طبيعة كل مريض. ويستهدف العلاج نمطاً محدداً من نشاط الدماغ عبر خرائط نوبات شخصية لكل مريض. وتؤكد الباحثة الرئيسية أريانا داميانى أن العلاج المتاح حالياً يعتمد على استهداف جزء واحد من المهاد، وهو النواة الأمامية، بينما يهدف النهج الجديد إلى استهداف المنطقة المحددة من المهاد المرتبطة بقوة أعلى بمناطق النوبات في القشرة المخية. وأشار الفريق إلى أن هذا التغيير قد يعزز الفعالية مقابل النوبات الخاصة بكل مريض ويقلل من شدتها ومدة حدوثها.
تفاصيل الدراسة
قام الفريق بإنشاء خرائط تفصيلية لنشاط النوبات لدى 41 مريضاً مصاباً بالصرع المقاوم للأدوية، باستخدام التصوير المتقدم وتسجيلات الدماغ. وربط الباحثون بين المناطق المعرضة للنوبات في القشرة المخية ومواقع مختلفة في المهاد، وهو بنية عميقة تقع في مركز الدماغ. وأوضحوا أن هذه الروابط الدماغية تشكل الأساس لتحديد هدف التحفيز الأنسب للنشاط النوبّي في القشرة. كما أشير إلى أن المنهج الجديد يعمل على استهداف منطقة محددة من المهاد ترتبط أقوى بمناطق النوبات في القشرة.
نتائج الدراسة
عندما حُفِّزت المنطقة في المهاد الأكثر تطابقاً مع نشاط النوبات في القشرة الدماغية، شهد المرضى انخفاضاً ملحوظاً في عدد النوبات وشدتها. وفي مجموعة المرضى الذين تلقوا غرسات طويلة الأمد، انخفض المتوسط بنحو 90% لدى من اعتمدوا استهدافاً شخصياً للنواة المحددة من المهاد. وبعيداً عن ذلك، تمكن بعض المرضى من استعادة السيطرة على النوبات لعدة أشهر.
آفاق مستقبلية وتطبيقات محتملة
وفي دراسة سابقة، استخدم الفريق تقنية DBS المستهدفة للمهاد لاستعادة حركة الذراع لدى مرضى الشلل الجزئي الناتج عن إصابات دماغية رضحية وسكتة دماغية. ويؤمن الباحثون بأن هذا النهج المستهدف بدقة قد يتيح تطبيقاً أوسع في علاج حالات أخرى، بما فيها الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والإدمان. تشير النتائج إلى إمكانية توسيع استخدام هذا الأسلوب في التحديات الدماغية المستقبلة.