تُعَد حساسية الطعام من الحالات الصحية القلقة لدى الأسر، خاصة عند الأطفال. يظن بعض الأهالي أنها مجرد إزعاج بسيط أو طفح عابر، بينما تُظهر الدراسات أن بعض التفاعلات التحسسية قد تتحول إلى طارئ طبي إن لم تُعالج بالشكل الصحيح. توضح مصادر صحية أن فهم طبيعة الحساسية الغذائية والتمييز بين المعلومات الدقيقة والأساطير هو الأساس لحماية الأطفال من المضاعفات المحتملة. كما أن وجود خطة طوارئ واضحـة يساعد في تقليل المخاطر بشكل فوري في حال ظهور أي علامة حادّة.
الحساسية ليست تهيجًا عابرًا
يعتقد بعض الآباء أن الحساسية الغذائية مجرد انزعاج بسيط، لكن الجهاز المناعي يتعامل معها كخطر حقيقي قد يسبب استجابة شديدة. عند حدوث تفاعل، قد تتسبب في انخفاض ضغط الدم وصعوبة التنفس، وتعرف هذه الحالة باسم “التأق”. هذه الحالة قد تهدد الحياة خلال دقائق وتستلزم تدخلاً طبياً فورياً مثل استخدام حقنة الأدرينالين. ويؤدي الإهمال إلى تفاقم الحالة وتراجع الوضع الصحي بسرعة.
مضادات الهيستامين ليست بديلًا للعلاج الطارئ
من الأخطاء الشائعة الاعتماد فقط على مضادات الهيستامين في علاج التفاعلات الحادة، فهذه الأدوية تعالج أعراضاً بسيطة مثل الحكة أو سيلان الأنف ولا تغطي خطورة الحالة كالتهابات المسالك الهوائية أو انخفاض الضغط. بينما تعمل أدوية أخرى بشكل أسرع على توسيع مجرى الهواء واستقرار ضغط الدم، وتبقى أهمية وجود خطة طوارئ لدى العائلة. يحذر الأطباء من تجاهل التدخل الطبي الفوري عند حدوث علامات تداخل حاد ويؤكدون ضرورة إعداد بروتوكول واضح للاسعافات الأولية. تتطلب الإعدادات المناسبة امتلاك أدرينالين جاهز وتدريباً سريعاً لاستخدامه عند الحاجة.
الكميات الصغيرة وخطرها
لا توجد كمية آمنة من مسببات الحساسية، فحتى فتات من المكسرات أو رشفة من الحليب قد يثير رد فعل تحسسي شديد لدى طفل حساس. لذا يجب تجنب أي تماس مباشر أو خطوة تسمح بوجود ملامسة مع المسبب، وتوخي الحذر في البيئات التي يُحضَّر فيها الطعام. كما يُنصح بمراجعة مكونات الأطعمة وتواريخ التحضير وطرق التمكين من طلبات خاصة عند وجود حساسية معقودة. ينبغي توجيه الاطفال وذويهم إلى التعرف على العلامات المبكرة والتحرك بسرعة عند ظهورها وتفعيل خطة الطوارئ.
تمييز الحساسية عن عدم التحمل
من الأساسي عدم الخلط بين “حساسية الطعام” و”عدم التحمل”، فالحساسية تفاعل مناعي حقيقي قد يشكل خطراً على الحياة، بينما يقتصر عدم التحمل غالباً على مشاكل هضمية ونقص إنزيم ما، مثل اللاكتوز في حالة الحليب. تتسبب الحساسية بردود فعل شديدة في حين أن عدم التحمل يرافقه أعراض مزعجة كالغثيان والانتفاخ. يجب استشارة الطبيب لتحديد النوع المناسب ووضع خطة مناسبة لإدارة الحالة في المنزل والمدرسة.
نتائج الفحوص والتحدي الغذائي
رغم أهمية اختبارات الدم وفحوصات الوخز، فليس جميعها حاسماً دائماً؛ فقد تظهر نتائج إيجابية خاطئة. يعتمد الأطباء على اختبار التحدي الغذائي الفموي داخل العيادة ليحدد ما إذا كان الطفل يعاني من حساسية حقيقية أم لا. خلال هذا الاختبار يتناول الطفل الطعام المشتبه به تحت إشراف طبي مباشر، وتُسجل الاستجابة لتأكيد أو نفي الحساسية. يتيح هذا الأسلوب تشخيصاً أكثر دقة وتحديداً للخطوات التالية في الإدارة.
الحساسية قد تظهر في أي عمر
على عكس الاعتقاد السائد، لا تقتصر الحساسية على الطفولة فحسب. قد تظهر للمرة الأولى في مراحل عمرية متقدمة، حتى عندما يبلغ الشخص سن الشيخوخة. وتُظهر الأدلة أن أكثر أنواع الحساسية التي تُكتشف في مراحل متأخرة هي تجاه الأسماك والمحار والفول السوداني والمكسرات.
الحساسية ليست دائمة بالضرورة
يطمئن الأطباء بأن كثيراً من الأطفال يتغلبون على أنواع معينة من الحساسية مع تقدم العمر، خاصة حساسية الحليب والبيض. تبقى الحساسية تجاه الفول السوداني والمكسرات أكثر ثباتاً لدى بعض الأطفال. يرتبط التشخيص المبكر بارتفاع فرص زوال الحساسية مع مرور الوقت وتقدم السن، وفقاً للمراجعات الطبية.
المطاعم قد تخفي مخاطر
حتى لو لم يرد ذكر المسبب في قائمة الطعام، فقد يتسرب أثناء التحضير إلى الأطباق. لذلك تُنصح الأسر بالتواصل مع العاملين في المطاعم وطرح أسئلة حول طريقة إعداد الأطعمة والتأكد من عدم تلامس أدوات الطهي مع مكونات حساسة. كما يمكن مراجعة القوائم مسبقاً عبر الإنترنت والاعتماد على معلومات موثوقة من المطاعم حول وجود بدائل. يساعد التخطيط المسبق والوعي على تقليل مخاطر التعرض غير المقصود في المطاعم.